هبطت الاستثمارات الأجنبية المباشرة الي الصين في آب (أغسطس) الماضي، الى أدنى مستوى في عامين ونصف العام على الأقل، فيما يبرز التحديات التي تواجه النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتأتي بيانات الإستثمارات الضعيفة بينما يتباطأ نمو الاقتصاد الصيني بعد انتعاشة في حزيران (يونيو) الماضي، فيما تشير مؤشرات كثيرة من بينها الناتج الصناعي والإستثمار الى ركود النشاط. وقالت وزارة التجارة اليوم إن الصين اجتذبت استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 7.2 بليون دولار في آب (أغسطس) الماضي، بانخفاض قدره 14 في المئة عن الشهر ذاته من العام الماضي، وهو أدنى مستوى منذ شباط (فبراير) 2012. وبلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الى البلاد في الأشهر الثمانية الأولى من العام 78.3 بليون دولار، منخفضة 1.8 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. والإستثمار الأجنبي المباشر مقياس مهم لقوة الإقتصاد الخارجي الذي يتجه إليه قطاع المصانع الضخم في الصين، لكنه مساهم صغير في إجمالي التدفقات الرأسمالية مقارنة مع الصادرات التي بغلت نحو تريليوني دولار في 2013. وحافظت تدفقات الإستثمارات الأجنبية المباشرة الي الصين على نمو مطرد سنوياً منذ انضمام العملاق الآسيوي الى منظمة التجارة العالمية في 2001. وسجلت مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 118 بليون دولار في 2013. وفي الأشهر ال8 الأولى من 2014 اجتذب قطاع الخدمات الصيني 43.3 بليون دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بزيادة قدرها 8.9 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي مظهراً آداء أفضل بكثير من قطاع التصنيع الذي هبطت الإستثمارات الأجنبية المباشرة اليه 15.7 في المئة الى 27.5 بليون دولار. ومن بين الدول العشر التي شكلت أكبر مصادر للإستثمار الأجنبي المباشر الى الصين، قفزت الاستثمارات من كوريا الجنوبية 31.3 في المئة على أساس سنوي، وزادت تدفقات الاستثمارات من بريطانيا 18.9 في المئة. وعلى النقيض، فإن الاستثمارات المباشرة من اليابان هوت 43.3 في المئة، بينما تراجعت الاستثمارات من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بين 17 و18 في المئة لكل منهما. وأظهرت بيانات وزارة التجارة الصينية أن الإستثمارات المباشرة غير المالية المتجهة الى الخارج، ارتفعت بنسبة 15.3 في المئة على أساس سنوي في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وآب (أغسطس) الماضيين لتصل الى 65.2 بليون دولار.