بيّن المؤرخ النمسوي اوليفر راثكولب، مستعيناً بوثائق مكتشفة حديثاً، أن التزام أحد أكبر قادة الاوركسترا في التاريخ، النمسوي هربرت فون كارايان (1908-1989) الحركة النازية كان فعلياً، ويعود إلى العام 1933. وفي ندوة جامعية أقيمت في العاصمة النمسوية، شدد الأستاذ في جامعة فيينا على ان قائد الاوركسترا انتسب اعتباراً من 8 نيسان (ابريل) 1933 إلى الحزب النازي وحملت بطاقته الرقم 1607525، وذلك قبل شهرين من حظر حزب هتلر في النمسا. وبما أنه لم يسدد مساهمته المالية، أُصدرت لفون كارايان بطاقة انتساب جديدة (رقم 3430914) مع مفعول رجعي يعود إلى الأول من أيار (مايو) 1933، وكان الحزب النازي يمنح الشخصيات المرموقة هذا النوع من البطاقات. وأمام لجنة لاجتثاث النازية ألّفها الحلفاء بين عامي 1945 و1946، أقرّ فون كارايان بأنه انتسب الى الحزب النازي، مؤكداً أنه لم يقم بذلك عن اقتناع، بل للحفاظ على مسيرته الفنية في فترة كان فيها النازيون يسيطرون على الحياة الثقافية برمتها في ألمانيا عبر مسؤول الدعاية النازية جوزف غوبلز. إلا أن المايسترو عبّر في شبابه عن تعاطفه مع اليمين القومي المتطرف. وفي مرحلة الدراسة الثانوية، انتمى الى جمعية قومية جرمانية متشددة تعرف باسم «روجيا». ويقول المؤرخ إن زواج فون كارايان مجدداً، بعد طلاقه عام 1942، من ابنة صناعي ثري تدعى أنيتا غوترمان، وكانت «ربع يهودية» وفق التعابير البيروقراطية في القوانين النازية، ليس برهاناً قاطعاً على عدم تعاطفه مع النازية، كما يحلو لكتّاب سيرة الموسيقي القول. فوالد زوجته طلّق زوجته اليهودية، وكان على علاقة وثيقة بالقادة النازيين، وكانت شركته مزدهرة طوال الحرب العالمية الثانية. وقد تدخل غوبلز شخصياً لوضع حد لتحقيق حول أجداد أنيتا غوترمان اليهود، ما سمح بزواجها من هربرت فون كارايان.