فيينا - أ ف ب - يتولى المايسترو اللاتفي ماريس يانسونز اليوم وللمرة الثانية بعد عام 2006، قيادة حفلة رأس السنة الموسيقية لأوركسترا فيينا الفلهارمونية وهي حفلة الموسيقى الكلاسيكية التي تحظى بأكبر تغطية إعلامية في العالم. وتتضمن الحفلة المكرسة لموسيقى الفالس والبولكا من تأليف آل شتراوس هذه السنة، إشارات إلى الاتحاد الأوروبي والدنمارك والألعاب الأولمبية في لندن. في سن 68 سنة، ولمناسبة النسخة الثانية والسبعين لحفلة رأس السنة، ينتمي ماريس يانسونز إلى النادي الضيق المؤلف من 15 قائد أوركسترا عريقاً اختارهم جميعاً العازفون الذين يتولون إدارة الفرقة بأنفسهم منذ تأسيسها في عام 1842. وأعضاء هذا النادي هم إلى جانب يانسونز، النمسويون يوزف كريبس وفيلي بوسكوفسكي وهربرت فون كارايان وكارلوس كليبير ونيكلاوس هارنونكورت وفرانتز فيلسير - موست والألماني كليمينز كراوس والأميركي لورين مازيل والإيطاليان أبادو وريكاردو موتي والهندي زوبين ميهتا والياباني سيجي أوزاوا والفرنسي جورج بريتر والأرجنينتي - الإسرائيلي دانيال بارنبويم. ومن «القاعة الذهبية» في مركز موزيكفيراين ستنقل الحفلة في بث مباشر إلى 74 دولة من ألبانيا إلى الأوروغواي مروراً بأستراليا والصين والهند واليابان وصولاً إلى الولاياتالمتحدة وروسيا. ويمكن متابعة الحفلة أيضاً عبر الإنترنت مباشرة من خلال مواقع هيئة الإذاعة النمسوية (او ار اف). ماريس يانسونز هو المدير الموسيقي لدار كونشيرتخيبوو في أمستردام منذ عام 2004 والأوركسترا السمفونية للإذاعة البافارية منذ عام 2003. وقد تتملذ على قائد الأوركسترا النمسوي الشهير هربرت فون كارايان (1908 - 1989) والروسي يفغيني مرافينسكي (1903 - 1988). ومع أنه اصيب بأزمتين قلبيتين سابقاً، ينوي قائد الأوركسترا اللاتفي إدارة «هذه الموسيقى الرائعة بفرح وحماسة مع أوركسترا فريدة في قاعة رائعة» على ما يقول لوكالة «فرانس برس». ويوضح: «علاقتي مع موسيقى آل شتراوس قديمة. ففي ريغا حيث ولدت كانت جزءاً من الموسيقى الشعبية وفي سان بطرسبرغ حيث عشت مراهقاً كانت تُعزف بانتظام. ومن ثم تابعت دروسي الموسيقية في فيينا وقد تعمقت فيها بفرح». ويضيف: «أما أوركسترا فيينا الفلهارمونية فتوليت قيادتها للمرة الأولى قبل عشرين عاماً وتوليت إدارتها منذ ذلك الحين في حفلات متعددة. لذا، أنا أقيم علاقات وثيقة جداً مع عازفيها الذين يعيشون من أجل الموسيقى ويتقنون سجلاً موسيقياً لا مثيل له في العالم يمتد من الموسيقى الكلاسيكية إلى الأوبرا». وانطلقت هذه الحفلة التي باتت تقليداً سنوياً في عام 1939 في مرحلة حالكة تلت ضم ألمانيا النازية إلى النمسا. وستتضمن في نسختها الحالية بعض الإضافات مثل مقطوعتين من «الجميلة النائمة» من بينها معزوفة فالس للمؤلف الموسيقي الروسي بيوتر إيليتش تشايكوفسكي (1840 - 1893) المعجب الكبير بشتراوس. وثمة إشارة في الحفلة إلى ما سيشهده عام 2012 من أحداث بارزة من تولي الدنمارك الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي واستضافة لندن دورةَ الألعاب الأولمبية مع معزوفة «رقصة قاطرة البخار في كوبنهاغن» للمؤلف الدنماركي هانز كريستيان لومبوي (1810 - 1874) الملقب ب «شتراوس الشمال» و «البيون بولكا» ليوهان شتراوس الابن (1825 - 1899) التي ألفها عام 1851 في فيينا تكريماً لزوج الملكة فيكتوريا، الأمير ألبير. وتختتم الحفلة كالمعتاد «بمعزوفة الفالس «الدانوب الأزرق» ليوهان شتراوس الابن قبل «مسيرة راديتزكي» ليوهان شتراوس الأب (1804 - 1849) مع مرافقة الحضور للإيقاع. أما زينة الزهور في القاعة فسيتولاها للمرة الحادية والثلاثين بستانيو مدينة سان ريمو الإيطالية. وبيعت البطاقات للحفلة مع إقبال كثيف من أنحاء مختلفة من العالم بأسره قبل سنة.