أظهرت كسرات أوان فخارية تعود إلى العصر الحجري، وهي بمثابة مرادف لمصافي الجبن الحديثة، أن الجبن كان ينتج في أوروبا قبل أكثر من سبعة آلاف سنة. وشكل استهلاك مشتقات الحليب بعد تدجين الحيوانات ولا سيما الأبقار، تطوراً كبيراً في مجتمعات العصر الحجري الأخير، مما سمح بتكوين مخزونات أغذية يمكن حملها بسهولة من دون القضاء على رؤوس ماشية ثمينة جداً. ولا يزال الباحثون يجهلون أصول إنتاج الجبن، خصوصاً أن هذه العملية معقدة نسبياً. وتستخدم راهناً قطعة قماش أو مصفاة في إنتاج الجبن. أما في العصر الحجري الأخير، فكان الناس يستخدمون أوانيَ فخارية مثقوبة. وعثر في وسط بولندا على مصافٍ من الفخار فيها ثقوب قطرها من 2 إلى 3 ميليمتر إلى جانب بقايا حيوانات متحجرة. وخلص بعض الباحثين إلى القول إنها مصافٍ استخدمها الإنسان النيوليتي لإنتاج الجبن. لكن البعض اعتبرها مصافي للعسل أو أغطية لقدور الطبخ. وبسبب غياب معطيات أكثر دقة لا يمكن بت وجهة استخدامها. ولكن بعد إخضاع الرواسب العضوية التي عثر عليها في نثرات الفخاريات لفحوص متطورة، دعم الكيميائي في جامعة بريستول البريطانية ريتشارد ايفيرشيد وفريقه موقف الفريق الأول من الباحثين. وخلصت الدراسة إلى أن «المعطيات توفر الدليل على استخدام هذه المصافي لتحويل الحليب» في الألفية السادسة قبل الميلاد.