شهدت المنطقة الشرقية أمس، عاصفة ترابية، أدت إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، إضافة إلى حجب أشعة الشمس. وعاشت بعض محافظات المنطقة أجواء «مُظلمة نسبياً». فيما سجلت مستشفيات ارتفاع عدد المرضى الذين راجعوا أقسام الإسعاف والطوارئ، وبخاصة من مرضى الربو، والمصابين بالأمراض الصدرية. وفي المقابل؛ سجلت درجات الحرارة ارتفاعاً «ملحوظاً»، إذ وصلت إلى 33 درجة مئوية خلال فترة الظهيرة. فيما طمأن فلكيون إلى «تلاشي الأجواء الغبارية صباح الأربعاء، مع هبوب رياح شمالية باردة». ومنعت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية، الزوارق الصغيرة من نزول البحر، «حفاظاً على سلامتهم». وتسببت العاصفة الترابية في انعدام الرؤية الأفقية بشكل كبير، في عدد من محافظات المنطقة الشرقية، خصوصاً على الطرق الرئيسة المفتوحة. في الوقت الذي نبهت جهات رسمية، إلى ضرورة «توخي الحيطة و الحذر في مثل هذه الأجواء». فيما خلت بعض الشوارع من الباعة المتجولين. وعزفت بعض العوائل عن الخروج من منازلها، بسبب «تدني الرؤية الأفقية». وشهدت الأسواق حضوراً فاتراً من المرتادين. وغطت الكمامات الصحية وجوه المتجولين في الشوارع، وبخاصة عمال النظافة، والعاملون في المشاريع الخدمية والبناء والتشييد، مع خلو شبه تام للمنتزهات والأماكن السياحية، وبخاصة كورنيشي الدمام والخبر. فيما اضطر بعض المسافرين بين محافظات الشرقية، إلى تأجيل رحلاتهم، أو تقليل السرعة أثناء سيرهم على الطرق السريعة، التي كانت الأكثر تأثراً بالغبار. وحذرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في وقت مُبكر من صباح أمس، على موقعها الإلكتروني، من «احتمال تدني الرؤية الأفقية»، مشيرة إلى أن أجواء المنطقة الشرقية ستشهد «انخفاضاً ملموساً في درجات الحرارة، مع نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، التي تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شرق وأجزاء من مناطق وسط وشمال المملكة». بدوره، قال الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، في تصريح إلى «الحياة»: «إن الأجواء الغبارية التي تشهدها المنطقة الشرقية اليوم (أمس) ستتلاشى مع ساعات الصباح الأولى غداً (اليوم الأربعاء)»، متوقعاً أن «تشهد الأجواء هبوب رياح شمالية باردة بشكل محسوس، بعد هذه الموجه». وأشار إلى أن فرصة هطول الأمطار خلال هذا اليوم «ضعيفة». وذكر المتحدث باسم قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد خالد العرقوبي، أنه تم «منع القوارب الصغيرة من دخول البحر، حفاظاً على سلامتهم. فيما لم يتم منع المراكب الكبيرة من الإبحار». فيما أكد مصدر طبي، على ضرورة «عدم التعرض المباشر للأتربة الناتجة من موجة الغبار»، مشيراً إلى أن معظم مستشفيات المنطقة الشرقية شهدت أمس، «زيادة لافتة في أعداد المراجعين، خصوصاً مرضى الربو، ومَنْ يعانون من الأمراض الصدرية». وأكد أهمية «ارتداء الأقنعة الواقعية من الغبار أثناء الخروج من المنازل»، لافتاً إلى أن «ذرات الغبار الناعمة تعمل على تهييج الجهاز التنفسي، ما يتسبب في حساسية الأنف والصدر بشكل ملحوظ».