أعلنت إدارة التربية والتعليم في حفر الباطن تعليق الدراسة في المدارس أمس بسبب عاصفة غبار شهدتها المحافظة. وأوضح ل «عكاظ» مدير التربية والتعليم في المحافظة ناصر العبدالكريم، أنه تم تعليق الدراسة في كافة مدارس المحافظة لجميع المراحل الدراسية. وكانت العاصفة الترابية قد تسببت في انعدام الرؤية 20 مترا، وشلت حركة المركبات على الطرق الرئيسية والفرعية بالمحافظة، وبدت الشوارع خالية تماما من السيارات والمارة، وحذر المرور وأمن الطرق في المحافظة المسافرين من السير في هذه الأجواء التي تنعدم فيها الرؤية. كما أدت هذه الموجة لتعطيل وتأجيل بعض الأعمال، وعزوف الأهالي عن الخروج من منازلهم، بسبب تدني الرؤية وإغلاق الأسواق التجارية. وكانت موجة الغبار قد أدت لاستنفار طوارئ مستشفى الملك خالد العام لاستقبال مرضى الربو والالتهابات التنفسية، وأكثر المراجعين للمستشفى من الأطفال وكبار السن، لعلاج أمراض الربو والصدر والحساسية وضيق التنفس. وأهاب مصدر طبي بمستشفى الملك خالد بحفر الباطن بجميع المواطنين والمقيمين عدم الخروج والتعرض المباشر للأتربة الناتجة عن موجة الغبار التي تضرب المحافظة، خصوصا المصابين بمرض الربو والحساسية المزمنة، مشيرا إلى ضرورة ارتداء الأقنعة الواقية من الغبار عند الخروج من المنازل، مشيرا إلى أن التقلبات الجوية التي تعرضت لها المحافظة لم تتسبب في أية إصابات بليغة بين المواطنين والمقيمين. وفي منطقة حائل تسببت موجة الغبار في تدني الرؤية الأفقية، وأكد مصدر في المطار أن جدول الرحلات لم يتأثر بموجة الغبار. وحذرت وزارة الصحة جميع المواطنين والمقيمين خصوصا مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية، من خطورة التعرض للغبار والأتربة التي تمر حاليا بالمملكة، والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة، وشددت في بيان لها أمس على ضرورة لبس الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل أثناء موجه الغبار، لافتة النظر إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي مما يتسبب في حساسية الأنف. وأصدر وزير الصحة تعليماته لجميع مديري الشؤون الصحية في المناطق التي تشهد موجة الغبار، لاتخاذ الإجراءات ومتابعة الوضع للحفاظ على صحة وسلامة الجميع. وقدمت الإدارة العامة للإعلام والتوعية الصحية قائمة بالإرشادات الصحية التي تساعد في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح والموجات الغبارية، كتجنب التعرض المباشر للغبار والعوالق الترابية خلال هبوب العواصف الرملية، عدم الخروج إلا للضرورة، متابعة أخبار النشرات الجوية عبر التلفزيون أو الإذاعة أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأكدت أهمية إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي تكثر فيها هبوب الرياح. ونصحت وزارة الصحة بارتداء الكمام الطبي أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية، وأكدت الوزارة جاهزية مرافقها الصحية لاستقبال الحالات الطارئة، معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تشهد موجة غبار وأتربة. من جهته قال ل «عكاظ» الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد بن صالح الزعاق إن الغبار الحاصل الآن متوقع لأننا نعيش في موسم الغبار المفاجئ الذي يتزامن مع موسم الكنة الذي حل علينا قبل أسبوع ويستمر لمدة 40 يوما، ثم تدخل مرحلة الغبار المنظم الذي يتزامن مع موسم البوارح، حيث تشتد الريح في شهري يونيو ويوليو، مع ارتفاع درجة الحرارة السطحية.