رغم الأجواء الحارة التي عاشتها العاصمة الرياض مع الارتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية إلا أن الأهالي استيقظوا أمس على موجة غبار ضربت أجزاء واسعة من المنطقة والمحافظات بدأت منذ مساء أول من أمس واستمرت لليوم التالي. واضطر طلاب المدارس والمعلمون أثناء وبعد أداء الاختبارات إلى ارتداء الكمامات لحمايتهم من الأتربة، خصوصاً الذين يعانون من الأمراض الصدرية، فيما تدنى مدى الرؤية وسط تحذيرات من إدارة المرور بضرورة الحذر خلال السير بالطرقات السريعة وسط الأجواء الغائمة. وكان الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، أكد أن يوم أمس هو أول موسم "مربعانية القيظ" ومدتها 40 يوماً تنتهي في 23 شعبان المقبل، وهو موسم بداية الحر اللاهب، الذي يعمل على إنضاج الفواكه الموسميّة، ويختتم بجمرة القيظ الأشد حرارة. وفي ذات السياق، اجتاحت موجة شديدة من الغبار محافظة حفر الباطن صباح أمس، حدت من الرؤية الأفقية، واستمرت في التزايد حتى وقت الظهر. كما صاحب الغبار رياح قوية وصلت سرعتها إلى 55 كلم في الساعة، فيما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار والتي تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شمال شرق وشرق ووسط المملكة، وتمتد حتى المناطق الداخلية لجنوب وجنوب غرب المملكة تشمل المرتفعات منها، وتكون السماء غائمة جزئياً مع رؤية غير جيدة بسبب العوالق الترابية على غرب المملكة تشمل منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمرتفعات الجنوبية الغربية مع تكون السحب الركامية على غرب المملكة ومرتفعات الطائف. كما أدت الرياح الشديدة إلى أضرار بأشجار الجزر الوسطية لبعض الطرق واقتلاع بعض الأسقف المعدة من الصفيح والمحاذية لطريق الشمال الدولي والخاصة بالمواشي. واستنفرت الجهات الأمنية جهودها لمتابعة الحركة المرورية بشوارع المحافظة الداخلية للمساهمة في الحد من الحوادث المرورية نتيجة لانعدام الرؤية. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية بحفر الباطن عبدالعزيز العنزي، أنه نتيجة لموجة الغبار التي تعرضت لها المحافظة ومراكزها فقد بلغ عدد المراجعين لمستشفيات المحافظة ومراكزها الصحية 560 شخصا، غالبيتهم من مرضى الربو الشعبي والأمراض التنفسية الأخرى. ونصحت مديرية الشؤون الصحية المواطنين والمقيمين وخاصة مرضى الربو والمصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة والبقاء بالمنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة، ولبس الكمامات الواقية أثناء الخروج. من جهة أخرى، منعت الإدارة العامة لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية، الزوارق والقوارب الصغيرة من الإبحار خلال اليومين الماضيين، بعد موجة الغبار التي اجتاحت المنطقة الشرقية بداية الأسبوع الحالي. إلى ذلك، أرجع أستاذ قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور علي الشكري خلال حديثه ل"الوطن" أمس، أن موجة الغبار التي تشهدها المنطقة الشرقية، وهبوب رياح سطحية نشطة محملة بالغبار والأتربة قادمة من الشمال، وتحديداً من دولة العراق ثم مرت على دولة الكويت ومحافظة حفر الباطن، والتي شهدت النصيب الأكبر من الغبار ثم مدن المنطقة الشرقية "الدمام ، الخبر، القطيف، الجبيل"، واصفاً هذه الأيام ب"مربعانية القيظ".