دخلت السعودية على خط صناعة السيارات العالمية محلياً، إذ جرى توقيع خطاب نوايا في الرياض أمس بين البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية التابع لوزارة التجارة والصناعة وشركة جاغوار لاند روفر، لإقامة مصنع للسيارات ينتج 50 ألف سيارة سنوياً للسوق المحلية، وتبلغ استثمارات المشروع في مرحلته الأولى 4.5 بليون ريال، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجه في العام 2017، فيما يتم اليوم تدشين إنتاج أول سيارة «إيسوزو» في المملكة كأول استثمار ياباني في المملكة. وأوضح وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة في تصريح عقب توقيع الخطاب، أن المشروع ستكون له قيمة مضافة كبيرة للاقتصاد السعودي، لافتاً إلى أنه «خلال ال15 عاماً الماضية كان معدل النمو الصناعي ضعف معدل الناتج القومي، ونعمل على استمرار هذا المعدل»، مؤكداً أن السعودية محط أنظار شركات السيارات العالمية، نظراً إلى التطور الصناعي الذي تشهده، إضافة إلى أن السوق السعودية تعتبر من أهم الأسواق المستوردة للسيارات، إذ تستورد 600 ألف سيارة بقيمة 110 بلايين ريال سنوياً، وينمو الطلب على السيارات بنسبة 6 في المئة سنوياً. وقال الربيعة إن المشروع سيخلق فرص عمل جديدة للمواطنين، وتبلغ استثمارات مرحلته الأولى 4.5 بليون ريال، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجه في العام 2017، وهو أول مشروع عالمي لإنتاج سيارات الركاب في المملكة، وستصل طاقته الإنتاجية إلى 50 ألف سيارة سنوياً بطراز جديد من سيارات لاندروفر الرياضية ذات الدفع الرباعي المصنعة من الألومنيوم، وهي موجهة للسوقين المحلية والعالمية، وسيقام المشروع في تجمع صناعي كبير لصناعة السيارات سيتم إنشاؤه في مدينة ينبع الصناعية. وحول إنشاء مناطق حرة في المملكة قال الربيعة إنها قيد الدرس حالياً، مشيراً إلى أن هناك شركات كثيرة، منها شركة «جي. أي» التي تستثمر أربعة بلايين ريال في صناعات عدة، منها صناعة الأجهزة الطبية والأدوية، وشركة «سيمنز» التي تستثمر في إنتاج مولدات الكهرباء الضخمة، وعدد من الشركات العالمية التي تستثمر في المملكة. وعن جذب شركات صناعة السيارات إلى المملكة، قال: «نحن دائماً نسعى إلى جذب الشركات، ولكن دائماً البداية صعبة، والمملكة ليست فيها قاعدة صناعة سيارات كبيرة»، مؤكداً العمل على تنمية صناعة قطع الغيار، «حتى نضمن أنها صناعة ذات جودة، للتخلص من الصناعات المقلّدة». من جانبه، أكد مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز أن صناعة السيارات ستسهم في تكوين قاعدة لصناعة متطورة جديدة مبنية على المعرفة في المملكة، موضحاً أن هذا المشروع لصناعة السيارات سيزيد القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، وستقوم شركتا «معادن» و«الكوا» بإنتاج الألومنيوم المدرفل الخاص بصناعة الأجزاء الخارجية والداخلية للسيارات، فيما يقوم مشروع حديد الراجحي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتوفير الحديد المدرفل العالي الجودة، كما سينتج مشروع صدارة البولي يوريثين المستخدم في صناعة مقاعد السيارات، إضافة إلى مشاريع سابك، ومنها التي ستنتج المطاط الاصطناعي المستخدم في صناعة الإطارات. وذكر أنه يتم حالياً تطوير مشروع عالمي لإنتاج إطارات السيارات والشاحنات في المملكة. أما رئيس البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية المهندس عزام بن ياسر شلبي، فأوضح أن مشروع سيارات جاغوار لاندروفر سيضم جميع مراحل إنتاج السيارات وفق مقاييس الإنتاج والجودة العالمية، وستقام 10 مصانع في تجمع السيارات الذي سيتم إنشاؤه في مدينة ينبع الصناعية لصناعة أجزاء السيارات باستثمارات تبلغ في المرحلة الأولى 2.5 بليون ريال، وسيتم حالياً تنفيذ مصنعين لأجزاء السيارات في مدينة الجبيل الصناعية باستثمارات تزيد على 220 مليون ريال، وجميع هذه المصانع ستخدم مشروع جاغوار لاندروفر وجميع المشاريع الأخرى للسيارات. وفي شأن التجمع الصناعي لصناعة السيارات قال شلبي إنه سيقام في المرحلة الأولى على مساحة مليوني متر مربع، وباستثمارات تقدر ببليون ريال، ويتضمن هذا التجمع إنشاء مصنع مركزي لكبس الأجزاء المعدنية من الألومنيوم والحديد باستثمارات تقدر بنحو بليوني ريال، كما سيوفر التجمع مركز تدريب متخصصاً في صناعة السيارات، ومباني صناعية جاهزة للشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في إنتاج أجزاء السيارات. وأشار شلبي إلى أن الدراسة قدرت عدد العاملين في المشروع الرئيس والمشاريع المساندة بنحو 4500 موظف.