نظم أنصار "رابطات حماية الثورة" المحسوبة على حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس، السبت، مظاهرات للمطالبة بتطهير الإتحاد العام التونسي للشغل من الفساد، في وقت تلقي فيه الأزمة بين الإتحاد وحركة النهضة بظلال كثيفة على المشهد السياسي التونسي. وتجمع المئات من أنصار هذه الرابطات التي تصفها المعارضة ب"ميليشيات" حركة النهضة، أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، ثم إنطلقوا بمظاهرة وصلت الى شارع محمد الخامس وسط إجراءات أمنية مشددة. ورفع المشاركون بالمظاهرة شعارات تنادي بتطهير الإتحاد العام التونسي للشغل من الفساد، وتطالب الحكومة المؤقتة بسن قوانين تمنع كل رموز النظام السابق من النشاط السياسي، بالإضافة إلى محاكمة رجل الأعمال، كمال اللطيف، صديق الرئيس السابق بن علي، بتهمة التآمر على أمن البلاد. والإتحاد التونسي للشغل هو أكبر منظمة نقابية في البلاد وكان له دور أساسي ومفصلي في اسقاط زين العابدين بن علي في كانون الثاني (يناير) 2011. ولفت مراقبون إلى أن مظاهرة اليوم تأتي رغم إعلان وزارة الداخلية التونسية التي يقودها علي لعريض القيادي في حركة النهضة عن قرار بحظر التظاهر بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة. وفي مدينة قفصة، نظمت هذه الرابطات مظاهرة مماثلة شارك فيها أيضا أنصار حركة النهضة الإسلامية، وذلك للمطالبة بتطهير الإتحاد العام التونسي للشغل من الفساد ومن بقايا النظام السابق. وتأتي هذه التحركات فيما وصلت الأزمة المفتوحة بين الإتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة الإسلامية إلى نقطة حرجة، دفعت الإتحاد إلى الإعلان عن إضراب عام في كامل أنحاء البلاد يوم الخميس المقبل. وجاءت الدعوة بعد تعرض المقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل إلى إعتداء نفذته، يوم الثلاثاء الماضي، مجموعة من "رابطات حماية الثورة"، وذلك في سابقة لم تعرفها تونس من قبل. ويُطالب الإتحاد العام التونسي للشغل بحل هذه الرابطات، وبإعتذار من رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، وقد رفض مساعي المصالحة التي بذلتها خلال اليومين الماضية شخصيات وطنية.