اتهم رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس راشد الغنوشي ما أسماه «اليسار المتطرف» و»الاتحاد العام التونسي للشغل» و»بقايا حزب التجمع المنحل» بالوقوف وراء موجة الاحتجاجات الشعبية التي عادت لتتصدر المشهد السياسي في تونس بعد ما يقرب من عامين على الثورة التونسية، وهي احتجاجات طالب المشاركون فيها بإسقاط حكومة حمادي الجبالي لما اعتبروه فشلا ذريعا في تحقيق أهداف الثورة من تنمية تشغيل وتطهير لجهاز الدولة من رموز النظام السابق. وقال الغنوشي خلال إشرافه بمدينة صفاقس على لقاء شاركت في تنظيمه جمعية الدعوة والإصلاح السلفية «إن ما يحصل اليوم من أحداث عنف وفوضى وراءها أطراف من الاتحاد العام التونسي للشغل تحالفت مع التجمعيين واليسار المتطرف». واعتبر الغنوشي الذي كثيرا ما كان يطالب بحق اتحاد الشغل في الدفاع عن الأجراء أن «الأطراف النقابية حادت عن التعامل النقابي وتحولت إلى أطراف سياسية». و تأتي تصريحات الغنوشي بعد أقل من يومين على إضراب عام شهدته مدينة سيدي بوزيد للمطالبة بإطلاق سراح موقوفين اعتقلتهم قوات الأمن على خلفية مظاهرات ومسيرات شهدتها شوارع المدينة و القرى المجاورة احتجاجا على انقطاع المياه لأسابيع عديدة و لتأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس. وفي السياق ذاته، اعتبر الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي أن الحكم على الإنجازات التي تحققت في عهده غير منصف خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة. وقال المرزوقي «إن البلاد كانت تعانى كثيرا من الإشكاليات في السابق، وفى ثمانية أشهر لا يمكن أن تغير وضع دام نصف قرن وهذه هي المفارقة الموجودة في تونس». وأضاف «نحن ورثنا خرابا في العقليات، وفى السلوكيات..خرابا في المواقف وفى المؤسسات كلها». وتابع أن «هذا لا يعنى أنني لست بلا أخطاء وإنما يعنى أنه يستحيل على أي بشر أن يصلح خرابا دام نصف قرن في ثمانية أشهر». هذا و أكّد محمد الكيلاني أمين عام الحزب الاشتراكي اليساري أنّه «إذا فازت حركة النهضة في الانتخابات القادمة فإن تونس ستدخل عصرا من الظلمات» على حد تعبيره. وعلّل الكيلاني ذلك بسعي حركة النهضة منذ فوزها بأغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي إلى البقاء نهائيا في الحكم دون القبول بمبدأ التداول على السلطة. وأضاف الكيلاني أن النهضة بدلا من أن تبادر بإحداث إصلاحات على مختلف القطاعات التي تضررت من فساد العهد البائد قامت هي الأخرى بإحكام السيطرة على جميع دواليب الدولة والانفراد بتسييرها بتعيين الموالين لها على رأس الإدارات والمنشآت العمومية. وبيّن أمين عام الحزب الاشتراكي اليساري أنّ حركة النهضة خلفت حزب التّجمع المنحل، نافيا أن يكون لحزبي التكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية أية نية للمشاركة في الحكم. وأكّد الكيلاني أنّ «النهضة ستحكم البلاد بالحديد والنار واستدلّ على ذلك بسياسة القمع التي تمارسها النهضة اليوم في مواجهة احتجاجات من يخالفونها الرأي» على حد تعبيره. فتاة من حزب العمال في تظاهرة ضد حكومة النهضة (الشرق)