استبق تجار سعوديون موسم الحج، برفع أسعار عدد من السلع الغذائية التي يكثر الطلب عليها، مثل الرز والدجاج، فيما اتهم رئيس لجنة المواد الغذائية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة نايف الشريف، بعض التجار برفع الأسعار «من دون مبرر بدعوى ارتفاع الطلب». ورأى الشريف في حديث إلى «الحياة»، أن ضعف الرقابة على الأسواق لاسيما على تجار الجملة، «سبّب هذا الإشكال»، مؤكداً في الوقت ذاته أن لجنة المواد الغذائية «تعمل على حصر الأسعار التي تتباين في شكل واضح في اجتماع اللجنة الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي». ولفت إلى أن «اللجنة شكلت فرقاً ميدانية لرصد أسعار المواد الغذائية في الأسواق، بهدف درسها ومناقشتها وتدوين ملاحظات حولها، وستُرفع المخالفات المرصودة في السوق من مغالاة في الأسعار وغش، إلى وزير التجارة». وأكد أن الهدف من تشكيل اللجنة وحصر الأسعار هو «محاربة الغلاء خلال موسم الحج»، لكن استدرك قائلاً أن «معظم أسعار المواد الغذائية مستقر ولا زيادات إلا على أسعار الرز والدجاج». وأوضح أن أسعار الرز «ارتفعت في شكل ملحوظ ومن دون معرفة الأسباب، خصوصاً أن لدينا فائضاً في المخازن، ولا نقص في محاصيلها عالمياً». كما لفت إلى «استمرار ارتفاع أسعار الدجاج المجمد الذي يزيد من دون سبب واضح». وتوقع الشريف أن يسجل موسم الحج هذه السنة «فائضاً في المواد الغذائية» بسب استمرار انخفاض العدد لهذا العام. واعتبر عضو لجنة المواد الغذائية في غرفة تجارة جدة واصف كابلي، أن ازدياد الطلب على المواد الغذائية «يكون تدريجياً خلال الموسم ويصل إلى ذروة الارتفاع في أيام الحج». وحدد نسب ارتفاع الطلب على المواد الغذائية بما «يتراوح بين 50 و100 في المئة بحسب نوع السلعة الغذائية». وعزا ارتفاع أسعار بعض السلع في موسم الحج إلى «عوامل لوجستية طارئة تؤدي إلى رفع أسعار السلع الغذائية، وتكون في أحيان كثيرة نفقات تشغيلية وتكاليف النقل التي ترتفع في الموسم». وأعلن أن الأسباب اللوجستية «تعد من أكثر العوامل المساهمة في رفع أسعار السلع الغذائية، خصوصاً نفقات الشحن، المتمثلة في عدم إمكان دخول الشحنات الكبيرة إلى المشاعر المقدسة، ويكون النقل في أحيان كثيرة في سيارات النقل المتوسطة والصغيرة، فضلاً عن الازدحام المروري الذي يمكن أن يساهم في تلف بعض المواد الغذائية بسبب الحر». ولم يغفل أن تجار المواد الغذائية «لا يملكون مخازن كبيرة ومجهزة في مكةالمكرمة، كما لا تتوافر في مناطق المشاعر المقدسة ثلاجات كبيرة (مخازن) لحفظ المواد الغذائية، ما يتطلب النقل اليومي من مقارها في مدينة جدة». واستبعد كابلي «رفع الأسعار حالياً في ضوء الإجراءات الصارمة التي تتبعها وزارة التجارة»، وقال: «أقرت الوزارة عقوبات صارمة على المتلاعبين بالأسعار والمغالين والغشاشين، من غرامات وتشهير في حق التجار الذين تثبت إدانتهم».