بعث تجار ومستوردو مواد غذائية رسائل طمأنة إلى المستهلكين في شأن توافر المواد الغذائية بجميع أنواعها خلال موسم حج هذا العام، مؤكدين أن استعدادهم لموسم الحج يبدأ في الغالب بعد انتهاء الموسم الذي يسبقه، موضحين أن الأسواق تتوافر فيها كل السلع والمواد الغذائية. وقال التجار والمستوردون في حديثهم إلى «الحياة» إن موسم حج هذا العام سيشهد انخفاضاً في أعداد الحجاج من الداخل والخارج، لذا فإن معدلات ارتفاع مبيعات المواد الغذائية خلال موسم هذا العام لن تكون كسابقاتها التي كانت ترتفع خلالها بنحو 40 في المئة. وأوضح رئيس لجنة المواد الغذائية في «غرفة تجارة جدة» سيف الإسلام شربتلي أن «التجار عملوا منذ وقت باكر للاستعداد لموسم حج هذا العام، تقريباً منذ تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، أى بعد انتهاء موسم حج العام الماضي». وأشار إلى زيادة الكميات المستوردة لموسم الحج بنسبة 10 في المئة مقارنة بالأيام العادية، لافتاً إلى أن سوق المواد الغذائية ستكون مستقرة خلال هذا الموسم من ناحية الأسعار والكميات، إذ لن يكون هنالك ارتفاع في أسعار المواد الغذائية أو نقص فيها. وتوقع شربتلي عدم حدوث زيادة كبيرة في مبيعات المواد الغذائية لهذا الموسم، بسبب انخفاض أعداد حجاج الداخل والخارج. من جهتها، رجحت رئيسة اللجنة التجارية في «غرفة تجارة جدة» نشوى طاهر ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية خلال موسم حج هذا العام بنسب بسيطة تراوح بين 2 و3 في المئة مقارنة بالأيام الاعتيادية والتي تسبق الموسم. وقالت: «هناك عوامل كثيرة قد تعمل على زيادة الأسعار هذا الموسم، ويمكن أن تستمر تلك الزيادة على رغم بساطتها حتى تزول الأسباب التي أسهمت في ارتفاعها». وحددت طاهر الأسباب التي تعمل على زيادة أسعار المواد الاستهلاكية منها «تذبذب الأسعار عالمياً في ما يخص المواد الغذائية والاستهلاكية»، مشيرة إلى أن «هناك عوامل أخرى داخلية تقف وراء الزيادة منها تراكم البضائع في ميناء جدة الإسلامي لفترات طويلة بسبب طول إجراء الفسوحات اللازمة لها، وهذا يكلف التجار مبالغ مالية ممثالة في تكاليف إيجار الأرصفة داخل الميناء التي توضع عليها البضائع». ونوهت إلى أن تكاليف النقل ارتفعت خصوصاً الشحن البري بسبب الاضطرابات السياسية في المنطقة والدول المجاورة للسعودية، وقالت: «هناك ارتفاع في أسعار الشحن في شكل كبير، إذ زاد السعر من 800 إلى 2000 ريال للشاحنة الواحدة، إضافة إلى ارتفاع وثائق التأمين للشحنات التي تنقل البضائع إلى السعودية وهذا الارتفاع في المصاريف يقابله زيادة في أسعار المواد المستوردة ومنها المواد الغذائية». أما عضو اللجنة التجارية ومستورد المواد الغذائية واصف كابلي، فرأى أن هذا الموسم للحج مختلف عن المواسم التي سبقته، خصوصاً من ناحية تقليص أعداد الحجاج من الداخل والخارج. وقال: «انخفاض أعداد الحجاج يقابله تراجع في القوة الشرائية خلال الموسم بالنسبة ذاتها، إذ من المتوقع أن تتراجع القوة الشرائية للمواد الاستهلاكية والغذائية، خصوصاً خلال هذا الموسم بنسبة 30 في المئة عما كانت عليه في المواسم السابقة». وأكد أن هناك استعداداً كاملاً لموسم الحج ولن يوجد نقص في كميات المعروض من السلع الغذائية، وزاد: «بل إن المعروض سيكون أكثر من الطلب، ومن المتوقع أن يكون هناك فائض في كثير من المواد الغذائية التي تم استيرادها لموسم الحج هذا العام».