رحب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل لدى استقباله وفد «الحزب التقدمي الاشتراكي» بالمبادرة التي طرحها رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط للخروج من التأزم الذي يمر فيه البلد، وقال إن المبادرة تتضمن مجموعة من الأفكار المشتركة، ونحن على استعداد للقيام بعمل مشترك من أجل بعض العناوين الواردة فيها بغية العمل معاً لتحقيقها». وعلمت «الحياة» من مصادر المجتمعين أن الجميل طرح مع وفد «التقدمي» فكرة تشكيل لجنة مشتركة تتولى بلورة الأفكار المشتركة للحزبين، كما طرح إمكان القيام بعمل مشترك على المستوى الدولي من خلال الأحزاب المنتمية الى «الاشتراكية الدولية» والتي تضم من بين أعضائها «الحزب التقدمي»، والأحزاب الأعضاء في «الوسط المسيحي» الذي يشارك فيه «الكتائب». ورأى الجميل، بحسب المصادر، أن «لدى الحزبين القدرة على التحرك دولياً لتأمين عقد اجتماع دولي في لبنان لدعم العناوين المشتركة التي ليست موضع اختلاف». ولاحظت المصادر أن «الكتائب» من خلال الجميل والقيادات الكتائبية التي شاركت في الاجتماع، «أظهر مرونة في التعاطي مع أبرز القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، وكأنه أراد تمرير رسالة مفادها أن الكتائب يتميز في موقفه عن حلفائه في 14 آذار لكنه ليس على استعداد لأن يكون البديل من الطرف الآخر، المقصود به قوى 8 آذار». وأبلغ الرئيس الجميل وفد التقدمي بأنه كان يتمنى لو أظهر البيان الذي صدر أخيراً عن «قوى 14 آذار» المرونة، موضحاً أن «الكتائب» أبدى ملاحظات عليه، «لكنه في النهاية يلتزم وحلفاءه بموقف واحد». وعبر حزب «الكتائب» عن هواجسه ومخاوفه من موضوع اشتراك بعض الأطراف في المعارك التي تشهدها سورية، ونقلت المصادر عن الجميل قوله إن ذلك «يضر بالبلد ونحن مع تحييد لبنان عن أي عمل ميداني في سورية». ولقي موقفه تأييد «التقدمي». وضم الاجتماع الذي عقد في بيت الكتائب المركزي، عن الإشتراكي الوزراء: غازي العريضي ووائل أبو فاعور وعلاء الدين ترو، وأمين السر العام للحزب ظافر ناصر. وحضر عن الكتائب اضافة الى الجميل نائبا الرئيس شاكر عون وسجعان قزي، والأمين العام ميشال الخوري، النائب فادي الهبر، رئيس مجلس الإعلام جورج يزبك ورئيس اقليم الشوف جوزف عيد. وقال الجميل بعد اللقاء: «بحثنا في انتشال لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه حالياً في ضوء المبادرة التي تقدم بها وليد بك جنبلاط والتي تتضمن مجموعة افكار التقينا مع الحزب الإشتراكي على معظمها، وتتضمن الحياد الإيجابي وعدم التورط في أحداث الجوار، ومعالجة المواضيع الإقتصادية والإجتماعية». وذكّر الجميل «بالوضع الإجتماعي الخانق الذي يشكل أولوية لدى الحزبين، ويقتضي معالجة سريعة وتعاوناً على كل الصعد من أجل حشد أكبر دعم للبنان من الدول الشقيقة والصديقة». وقال: «كانت وجهات النظر متطابقة، واتفقنا على ضرورة التواصل، ولا خيار لنا سوى التواصل، وليس مفروضاً أن يحصل أي طلاق وانقطاع أياً تكن الخلافات السياسية، وكلنا متفقون على ضرورة الحفاظ على الكيان والميثاق والمؤسسات الدستورية والأمل ببناء مستقبل افضل». واضاف: «تداولنا مجموعة افكار يمكن ان تؤدي الى مبادرة مشتركة بين الكتائب والاشتراكي، أكان على الصعيد الداخلي أم الخارجي، والمطلوب الخروج بنتائج عملانية لحفظ البلد من المخاطر». وأكد العريضي أهمية التواصل بين اللبنانيين، وقال: «هذا هو جوهر المبادرة التي انطلقت من خلفية أن الوضع لم يعد مقبولاً في ظل هذه القطيعة والتشنج والمأزق السياسي الكبير الذي يحيط بنا، ولا بد من الحوار بين اللبنانيين لرسم خريطة طريق للخروج من المآزق. طرحنا كل الأفكار، وأكد الرئيس الجميل أن ثمة اتفاقاً على معظمها تقريباً، ويؤيد هذا التوجه». واضاف: «من المفيد جداً عندما نتفق على مسائل معينة أن نذهب الى عمل مشترك لتطبيقها، وعندما نختلف على أمور معينة أن نعرف كيف نحترم الآخر، وننظم الخلاف لأننا معنيون جميعاً بحماية البلد، وهذا ما نتلاقى به في الجوهر مع الرئيس الجميل الذي هو على تواصل دائم بوليد بك وسيستمر هذا التواصل». وأشار الى «إصرار الاشتراكي على الإستمرار في هذه الحركة، وأول تجلياتها حصل بالأمس في لقاء شبابي دعت اليه منظمة الشباب التقدمي، وحضر كل شباب الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية التي تختلف وتقاطع بعضها بعضاً وتتهم بعضها بعضاً، واذا كنا لا نستطيع أن نحل الخلاف، فعلى الاقل يمكن ان نلتقي حول هموم وقضايا مشتركة لها علاقة بجامعاتنا وحياتنا الطالبية، هذه هي الروحية التي وجدناها بين الشباب، ما يحفزنا على المزيد من العمل». وعما اذا لمس تجاوباً حول المبادرة أجاب: «التجاوب من ناحية المبدأ هو تجاوب عام خلافاً لما خرج به بعضهم». وقال: «لا نقوم بالحوار نيابة عن أحد. الرئيس ميشال سليمان هو المبادر الأول، ودعا الى طاولة حوار، وثمة موقف سياسي لدى فريق لا يريد الذهاب الى الحوار، نحترم حقه، لكن هذا لا يسقط ضرورة الحوار بأساليب مختلفة، واذا نجحنا في احداث ثغرة وان يتلاقى الناس ثلاثياً أو رباعياً أو جماعياً، فهذا أمر جيد يصب في مصلحة لبنان».