يستأنف «الحزب التقدمي الاشتراكي» اليوم لقاءاته مع القيادات اللبنانية والاطراف المعنيين لطرح المبادرة السياسية التي أطلقها رئيس الحزب رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، ويلتقي وفد من الحزب اليوم قيادة «حزب الله» في مكتب كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية في الضاحية الجنوبية لبيروت. ومن المواعيد المحددة على جدول زيارات الوفد مقابلة رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون الجمعة المقبل، على ان يحدد موعد زيارة كتلة «المستقبل» النيابية فور عودة رئيسها الرئيس فؤاد السنيورة من دبي حيث يشارك في «مؤتمر الفكر العربي»، ويزور وفد الحزب لاحقاً قيادات حزب «القوات اللبنانية»، حزب «الكتائب اللبنانية»، الحزب «السوري القومي الاجتماعي»، الحزب «الشيوعي اللبناني»، الحزب «العربي الديموقراطي» (يرأسه علي عيد)، «التنظيم الشعبي الناصري»، «الجماعة الاسلامية»، جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش)، ورؤساء الطوائف الروحية في لبنان والاتحادات النقابية. ويستثني الحزب «التقدمي» من لقاءاته حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان. وتواصلت المواقف امس من مبادرة «التقدمي»، وقال وزير المهجرين علاء الدين ترو في تصريح له ان «مبادرتنا السياسية هي إيمان من الحزب التقدمي بضرورة وعي المخاطر المحدقة على أكثر من صعيد والعمل بالتالي على خلق شبكة أمان داخلي تمنع الأمور من الإنزلاق الى الفتنة جراء الإحتقان الطائفي والمذهبي المستشري بين الناس»، معتبراً أنه «لا بد للأفكار والمقترحات التي تقدم بها رئيس جبهة النضال الوطني من أن تلقى ترحيباً واحتضاناً من قبل مختلف الأطراف السياسيين، لأن المسؤولية الوطنية باتت تستدعي أكثر من أي وقت مضى، العودة الى الحوار». وناشد الجميع «الإرتقاء الى مستوى المسؤولية ومؤازرة رئيس الجمهورية في مسعاه الحواري الجاد ونحن في الحزب ومن موقعنا الوسطي والمنفتح مع مختلف الأطراف، نرى بارقة أمل في وضع المدماك الأول لجهة اللقاء والتواصل المفترض بين أبناء الوطن الواحد بدل التلهي بالمراهنة على تغييرات خارجية وتطورات إقليمية». مكاري: ستصل الى عنق الزجاجة واعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن مبادرة جنبلاط «خطوة إيجابية لكنها ستصل إلى عنق الزجاجة نفسه الذي وصل إليه الحوار مع وجود الحكومة الحالية وتمسّك «حزب الله» بسلاحه ورفضه أي بحث في شأنه»، مشيراً إلى أن «طريق السير في هذه المبادرة تفتحها استقالة هذه الحكومة». وقال في حديث إلى «الوكالة المركزية» أمس: «شعرنا بأن جنبلاط يتحدث باسمنا في نقاط كثيرة، باستثناء بعض الجوانب ومنها التمسّك بالحكومة الحالية، إلا أن طروحاته ومواقفه تتلاقى في أكثر من مجال مع طروحاتنا ومواقفنا ومع وثيقتنا السياسية، وباستثناء بعض التفاصيل السياسية الآنية لكنا قلنا إن جنبلاط بدا وكأنه على منبر ساحة الحرية». وسأل: «هل يستطيع النائب جنبلاط أن يحصل على تأكيد ولو غير علني بأن «حزب الله» سيغيّر موقفه من السلاح ويضعه تحت إمرة الدولة اللبنانية؟»، مؤكداً أن «حزب الله» مُستمع غير مُبال، لذلك لسنا مستعدين للجلوس معه». واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النيابية خضر حبيب أنّ مبادرة جنبلاط «يجب أن تكون موجّهة إلى البيئة الحاضنة للقتل السياسي لأن فريق «14 آذار» يلتزم دائماً السلم الأهلي». وثمّن عضو الكتلة نفسها خالد زهرمان «غيرة رئيس الجمهورية وجنبلاط على البلد»، مشيراً الى أن «الاخير يقوم بجهد كبير لاخراج الوضع من عنق الزجاجة وتحدث بالامس عن أمور نتمنى أن يجيب عنها الفريق الآخر ومنها اعلان بعبدا الذي عارضته طائرة ايوب». وسأل: «هل حزب الله ملتزم إعلان بعبدا وتحييد لبنان؟ وهل هو ملتزم عدم زج مقاتليه في سورية؟».