قال عضو مشارك في اجتماع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع القوى الكردية امس إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رفض 11 بنداً من بين 14 في مسودة الاتفاق بين وفد الإقليم الفني وبغداد، فيما أفادت حكومة الاقليم إن ذهاب وزيري البيشمركة والداخلية إلى بغداد مرهون بموافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على بنود المسودة. وكان الطرفان أعلنا بعد يومين من المشاورات عن اعدادهما مسودة اتفاق مؤلفة من 14 بندا لحل الأزمة الناجمة عن التوتر العسكري القائم في المناطق المتنازع عليها عقب تشكيل قيادة "عمليات دجلة" للإشراف على الملفات الأمنية في كركوك وديالى وصلاح الدين. وقال ممثل "الحركة الديمقراطية الآشورية" سالم كاكو في اجتماع القوى الكردية برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني أمس، ل"الحياة" إن "الاجتماع بحث نتائج مباحثات الوفد الكردي الفني مع الحكومة العراقية، بعد أن اتفقت اللجنة الفنية العسكرية المشكلة بين الإقليم والمركز لمعالجة الوضع العسكري المتوتر القائم في مناطق التماس، لكن الوفد الكردي توصل إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة ترفض 11 بندا من بنود الاتفاق ال14، ويبدو أنه يتم الدفع باتجاه طريق لا يبشر بخير"، واشار إلى أن "القوى الكردية في اجتماعها مع بارزاني أعربت عن عدم رضاها على رد بغداد، وتم الاتفاق على وحدة الصف الكردي والاحتكام إلى الدستور، وأكدوا على أن المشكلة هي في إدارة البلاد، ولا تنحصر بين الإقليم والمركز، وتم الاتفاق على الاستمرار في محاولات إيجاد حل عبر الحوار، وعليه يجب اشراك كافة القوى العراقية لإيجاد حل، فضلا عن اشراك قوة صديقة مؤثرة كالولايات المتحدة الأميركية وإيران والأمم المتحدة". من جانبه قال المتحدث باسم حكومة الإقليم سفين دزيي ل"الحياة" إن "هدف وفد وزارة البيشمركة الفني في بغداد هو التهدئة وتهيئة الاجواء لإعداد ورقة عمل، وكان مقررا أن يتوجه وفد من وزيري الداخلية والبيشمركة إلى بغداد للتوقيع على الاتفاق النهائي، لكنه تأجل لأنه ذهابه مرتبط بموافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على بنود الاتفاق". وشهدت اربيل أمس ثاني اجتماع من نوعه يعقده رئيس الإقليم مسعود بارزاني مع القوى الكردية بما فيها المعارضة، فضلا عن لقائه مع محافظ كركوك نجم الدين كريم، والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبد المهدي، للوقوف على آخر التطورات إزاء المفاوضات الجارية مع بغداد والرامية إلى إنهاء أزمة "عمليات دجلة" في المناطق المتنازع عليها. من جهة أخرى وصف بارزاني اتفاق القوى الكردية على المشاركة في الانتخابات المحلية العراقية بقائمة موحدة ب"التاريخي، وهو تحدي لمحاولات شق الصف الكردي"، ودعا القائمة عبر "الفيايسبوك" إلى "الانفتاح على المكونات الاخرى في المناطق المتنازع عليها". وفي المقابل أكد رئيس كتلة "التحالف الوطني" في البرلمان العراقي إبراهيم الجعفري خلال استقباله وفدا كرديا امس على أن "التحالف الكردي- الشيعيّ تحالف استراتيجي متجذر منذ زمن المعارضة، ولا نعني بالتحالف بالمعنى الشوفينيّ العنصري، أو الطائفي"، واضاف "إذا كانت هناك ملاحظات على الدستور، فينبغي تغييرها بطريقة دستورية"، فيما طالب الوفد الكردي الحكومة العراقية "بعدم استخدام الجيش في الخلافات السياسية".