في مؤشر جديد إلى عمق الخلاف بين الأكراد وبغداد، أعلن الناطق باسم الحكومة الإتحادية أمس أنها تدرس تقليص موازنة الإقليم أكثر من ثلاثة بلايين دولار «لتعويض خسائر موارد النفط الناجمة عن عجز في صادرات المنطقة شبه المستقلة». في القوت ذاته، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن قواته مستعدة «لصد اي عدوان»، لكنه طلب منها عدم استفزاز بغداد. وقال علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي إن «لجنة اكتشفت خسائر تتجاوز ثلاثة بلايين دولار بسبب عدم ضخ الكمية المتفق عليها، ونتيجة وقف الصادرات في الآونة الأخيرة». وأوضح أن الحكومة «قررت في اجتماعها اليوم (أمس) انها طلبت من إقليم كردستان إرسال وفد لمناقشة هذا الامر وإلا فإنها ستحسم المبلغ من موازنة المنطقة». وأوقفت كردستان في نيسان (إبريل) حصتها من الصادرات لعدم سداد الحكومة المركزية مدفوعات الشركات العاملة في المنطقة. واستؤنف التصدير الشهر الماضي ب120 ألف برميل يومياً، فيما تحدد الموازنة الصادرات ب175 ألف برميل. إلى ذلك، أكد بارزاني أن قوات البيشمركة مستعدة «للتضحية» في حال تعرض الإقليم لأي اعتداء، داعياً إياها إلى صد أي «عدوان» وتجنب أي استفزاز، فيما أكدت وزارة البيشمركة الاتفاق مع الجيش على أن تكون محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها خارج نفوذ «قيادة عمليات دجلة» التي اعلنت اخيراً. واعترضت قوة من البيشمركة في 27 تموز (يوليو) الماضي قوات من الجيش خلال محاولتها الانتشار في مناطق متنازع عليها بين الجانبين في قضاء زمار التابع لمحافظة نينوى بهدف السيطرة على الحدود مع سورية، واستمر التوتر العسكري في المنطقة أياماً قبل أن يتفقا على إنهاء الأزمة بوساطة أميركية. وقال بارزاني في تصريحات خلال تفقده قوات البيشمركة عند النقطة الفاصلة بينها والجيش العراقي في قرية القاهرة غرب نينوى، إن هذه القوات: «مستعدة للتضحية إذا كان أحد يتصور أن باستطاعته أن يتحداها، أو الاعتداء على الإقليم»، وأضاف: «وجهنا الدعوة إلى ضباط الجيش العراقي لعقد لقاء ورحبوا بالأمر، لكن مكتب القائد العام للقوات المسلحة (المالكي) رفض الدعوة». ودعا قوات البيشمركة إلى «أخذ الحيطة والحذر والاستعداد التام للرد على أي عدوان، وتجنب اللجوء إلى عمل استفزازي». وزاد إن «الهدف من الزيارة تقديم الشكر لقوات البيشمركة لمنعها تعرض المنطقة إلى كارثة جراء تصرف خطأ من بغداد»، وأوضح أن «النواة الأولى لبناء الجيش بعد سقوط النظام العراقي كانت البيشمركة، وما زلنا نأمل في تجنب حصول مواجهة بينهما، كي ندافع معاً عن البلاد». وفي تطور آخر، كشف الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في بيان أن اللجنة المشتركة مع الجيش العراقي بحثت في آخر اجتماع «في التنسيق لتنفيذ الاتفاق المبرم في شأن الأزمة في منطقة زمار»، وأكد أن الطرفين «اتفقا على أن لا علاقة لعمليات دجلة بكركوك والمناطق المتنازع عليها». وأعلنت وزارة الدفاع العراقية في تموز (يوليو) الماضي تشكيل قيادة جديدة باسم «قيادة عمليات دجلة» للإشراف على الملف الامني في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين التي تضم المناطق المتنازع عليها.