اتهم حزب «العمال الكردستاني» تركيا بتنفيذ مخطط لإشعال صراع بين العرب والأكراد، وأعلن وجود مساع لإبرام هدنة جديدة مع الجيش التركي مؤكداً أن «شروط الحزب ليست تعجيزية». وقال الناطق باسم الحزب مسؤول العلاقات الخارجية أحمد دنيز ل «الحياة» إن «ما تعلنه تركيا عن دعمها للشعب السوري للخلاص من نظام بشار الأسد، مرتبط بالمصالح، ولو كانت صادقة لاعترفت بحقوق الشعب الكردي الذي عانى قبل الكل من النظام لفقدانه هويته». وأوضح أن «أنقرة تتخوف بشدة من أن يحصل أكراد سورية على حقوقهم خشية انعكاسها على أقرانهم في تركيا، لذلك تمارس سياسة منافقة وتدعم مجموعات مقربة منها للقتال في سورية». وأوضح أن أنقرة «تسعى إلى خلق صراع داخلي في كردستان سورية، بين الأكراد أنفسهم، أو الأكراد والعرب والأتراك، وتتحجج بوجود مسلحي العمال الكردستاني هناك زوراً، وهذا يتناقض مع قيم الإسلام التي تدعيها». وقال إن الاشتباكات الدائرة بين مسلحي الحزب والجيش التركي بأنها «شرسة»، خصوصاً أنها «في منطقة بوتان وبعض المناطق الأخرى نتيجة لسياسات أردوغان وليست نتيجة لسياستنا»، لكنه أكد في الوقت ذاته وجود مساع للتوصل إلى هدنة «آخرها لقاءات جرت في أوسلو وايمرالي التركية». وأضاف أن «شروطنا ليست تعجيزية، كل ما نريده هو الحصول على الهوية والكيان، والمساواة مع شعوب المنطقة كالفرس والترك والعرب، ونعتقد بأن المشكلة لن تحل بالحرب حتى وإن استمرت مئات السنين، بل عبر الجلوس إلى طاولة واحدة، لكن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اختار الحرب، بحجة مقتل أحد أبناء شعبه، ويغض النظر عن قتله الأكراد، وعزل عبدالله اوجلان في الزنزانة، وسجن أكثر من 10 آلاف ناشط سياسي بريء من دون محاكمة»، ودعا الحكومة التركية إلى «التخلي عن سياسة العنف والعودة إلى طاولة الحوار مع أوجلان». وعن موقف «العمال الكردستاني» من التوتر القائم بين أربيل وبغداد قال دنيز إن «الشعب الكردي لا يعادي أي طرف، جل ما يريده منحه حقوقه، وأن يعيش مع شعوب المنطقة بسلام، وما حدث بين إقليم كردستان وبغداد نرفضه، كونه سيؤدي إلى وقوع ضحايا، والحل هو الحوار، وأن تتخلى دول المنطقة عن معاداتها الشعب الكردي»، وزاد: «نحذر من أن عدم احترام حقوق الشعب الكردي، سيحرم الشرق الأوسط من الديموقراطية والحرية». واستبعد حصول مواجهة بين «البيشمركة» والجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها وقال: «لا توجد مؤشرات إلى اندلاع مواجهة، كلاهما سيتضرر». وعن القاعدة العسكرية التركية في إقليم كردستان، قال إن «الهدف منها تعزيز سياسية الاحتلال، وعلى العراق أن يتعامل مع القضية بروح المسؤولية لإخراجها من أراضيه، وأن يتعامل مع الشعب الكردي بلغة الحوار، بعيداً عن التهديد العسكري».