حذر الرئيس التنفيذي لحزب العمال الكردستاني مراد كارايلان تركيا من «انتقام عنيف» على أراضيها إذا ما هاجمت الأكراد السوريين، وفق ما صرح لصحيفة «التايم» السويسرية في مقابلة أمس. وقال كارايلان، في مقر للحزب في جبال كردستان العراق، بالقرب من الحدود الإيرانية، «حزب العمال الكردستاني يحمي تطلعات كل السوريين ونحن نوفر الدعم للأكراد السوريين، وإذا ما هاجمهم الجيش التركي سنرد على ذلك باعمال انتقامية عنيفة على الأراضي التركية». ويصنف حزب العمال الكردستاني ضمن قوائم المنظمات الإرهابية لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل لسدة الحكم عام 2003 الذي وعد بحل الأزمة الكردية التي راح ضحيتها قرابة 45 ألف قتيل منذ العام 1984، دخل في مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني في عام 2009، لكن المحادثات توقفت في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، اندلع القتال بين متمردي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في جنوب شرقي البلاد، واعتبرت الشهور القليلة الماضية واحدة من مراحل القتال الأشد عنفاً. وفي الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) قتل ثلاث أكراد سوريين في قصف مدفعي تركي استهدف سورية. وكان القتلى من عناصر «وحدات حماية الشعب»، وهي ميليشيات قريبة من حزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني، اثناء قيامهم بدورية على الحدود، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد سبق ان اتهمت تركيا دمشق بتسهيل انتشار وسيطرة حزب الاتحاد الديموقراطي يتمركز في عدة مناطق في شمال سورية، معتبرة ان وجود الحزب بالقرب من حدودها عمل عدائي لها. وفي تموز (يوليو) الماضي، انسحب الجيش السوري النظامي من دون قتال من مناطق كردية انتشر فيها على الاثر مقاتلون من وحدات حماية الشعب، ما أثار شكوكاً في تواطئه مع النظام السوري. وكرر القيادي التركي خلال المقابلة مع الجريدة السويسرية عرضه باستئناف الحوار مع تركيا، وقال كارايلان «نحن منفتحون للغاية على كل المفاوضات، مع كل الحوارات، لكننا لن نوقف هجماتنا المسلحة». وأكد كارايلان مجدداً أن الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان «يعد أفضل من يمثلهم في المفاوضات مع أنقرة»، وطالب: «أن يتم تعديل وضع اعتقاله»، مشيراً إلى خيار «الإقامة الجبرية»، قائلاً: «هذا شرط لا بد منه لوقف العنف». واعتقل الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني بواسطة رجال مخابرات أتراك في نيروبي ونقل الى تركيا حيث حكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة في عام 1999 وهو الحكم الذي جرى تخفيفه الى السجن مدى الحياة.