اكد قيادي كبير في حزب العمال الكردستاني في مقابلة حصرية لوكالة فرانس برس ان هذه المنظمة مستعدة للهدنة اذا اوقف الجيش التركي عملياته ضدها وضمنت تركيا حقوق الاكراد. وقال مراد كارايلان لوكالة فرانس برس في احد معسكرات المتمردين الاتراك في شمال العراق «لكي تتوقف العمليات يجب ان تتوقف عمليات الجيش التركي (...) واذا توقفت (عمليات الجيش التركي) سيكون هناك بطبيعة الحال وقف لاطلاق النار». ومعظم اعضاء حزب العمال الكردستاني الانفصالي التركي لجأوا في 1999 الى شمال العراق المجاور لجنوب شرق تركيا حيث غالبية السكان من الاكراد، بعد اعتقال زعيم الحركة عبد الله اوجلان واعلان هدنة من جانب واحد. الا ان حركة التمرد انهت الهدنة في الاول من حزيران/يونيو 2004 وضاعفت عملياتها في تركيا منذ بداية الربيع. وعلى غرار تركيا والاتحاد الاوروبي، تعتبر الولاياتالمتحدة التي تقود تحالفا يحتل العراق منذ 2003، حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية لكنها امتنعت حتى الآن عن التدخل في هذه المعسكرات. واضاف كارايلان ان انقرة عليها ايضا ان تضمن حقوق اكراد تركيا حيث يشكلون خمس السكان البالغ عددهم سبعين مليون نسمة. وقال «اذا تم الاعتراف بقيم الشعب الكردي وضمانها في الدستور لن يكون حاجة للاسلحة بعدها. سنتخلى فورا» عن القتال. وبرر القيادي الكردي التركي العمليات التي يشنها ناشطو الحزب معتبرا انها «دفاع مشروع» عن النفس. وتابع ان «حزب العمال الكردستاني يؤكد ان هناك شعبا كرديا ويجب الاعتراف بذلك. يجب التوصل الى هذا الهدف بالكفاح السياسي والديموقراطي»، مؤكدا ان تنظيمه «لا يقدس السلاح (...) لكننا نواجه الاسلحة ونملك الحق الشرعي في المقاومة بالاسلحة». ورأى ان تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح «مستحيل» في الظروف الحالية «وبدون ضمانات». واضاف الى شروط هدنة مع تركيا اعلان انقرة عفوا عاما عن رجاله. من جهة اخرى، نفى كارايلان اي تورط لحزبه في سلسلة الاعتداءات التي استهدفت مراكز مدنية في تركيا واسفرت عن سقوط قتلى، وكان اخطرها الهجوم في منتجع كوساداسي على ساحل بحر ايجه حيث قتل خمسة اشخاص بينهم سائحتان اجنبيتان. وقال ان هذه العمليات شنها «صقور الحرية في كردستان» وهي مجموعة تضم اعضاء سابقين في حزب العمال الكردستاني انشقوا عنه. الا ان الشرطة التركية تعتبر «صقور الحرية في كردستان» اسما مستعارا لحزب العمال الكردستاني عندما يشن عمليات يمكن ان تثير استياء الاسرة الدولية. وقال كارايلان «نريد الحوار ومناقشة المسائل وتسويتها بطريقة حضارية». وترفض انقرة اي حوار مع حزب العمال الكردستاني وقد حظرت من قبل عددا من الاحزاب المؤيدة للاكراد اشتبهت بانها على علاقة به. واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في خطاب في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق الاناضول ان القضية الكردية يمكن ان تحل «بمزيد من الديموقراطية» لكنه اكد ان انقرة لن تتخلى عن استخدام الجيش لمكافحة الارهاب «الد اعداء البلاد». ورأى كارايلان الذي تحدث الى وكالة فرانس برس قبل زيارة اردوغان الى دياربكر ان رسائل رئيس الوزراء التركي يمكن ان تشكل عاملا مهما لتحركات حزب العمال الكردستاني في المستقبل. واسفرت المواجهات في جنوب شرق الاناضول عن سقوط 37 الف قتيل منذ بدء حركة التمرد في 1984.