تراجع خام «برنت» إلى أدنى مستوياته في سنتين، أي دون 97 دولاراً للبرميل أمس، مواصلاً خسائره للجلسة السادسة على التوالي حيث طغت مخاوف حول وفرة المعروض والطلب الضعيف على بواعث القلق من أن يؤثر الصراع في الشرق الأوسط في إنتاج النفط. وكان خام بحر الشمال تجاوز 115 دولاراً في حزيران (يونيو) عندما اجتاح مسلحون إسلاميون شمال العراق وسيطروا على حقول نفط، لكن الأسعار تراجعت أكثر من 15 في المئة منذ ذلك الحين مع ارتفاع الإمدادات من دول أخرى بأسرع من الطلب. ونزل «برنت» في عقود تشرين الأول (أكتوبر) 1.32 دولار إلى 96.72 دولار للبرميل، مسجلاً أدنى مستوياته منذ تموز (يوليو) 2012 قبل أن يتعافى قليلاً ليبلغ نحو 96.90 دولار للبرميل. وهبط الخام الأميركي 1.14 دولار إلى 90.53 دولار للبرميل. إلى ذلك، هوّن وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس، من المخاوف التي أثارها هبوط أسعار النفط أخيراً إلى ما دون مستوى مئة دولار للبرميل. ورداً على سؤال عما إذا كان الهبوط يدعو للقلق، قال النعيمي متسائلاً: «هل سبق لكم أن رأيتموني قلقاً؟»، وأضاف في اجتماع لوزراء النفط في مجلس التعاون الخليجي استضافته الكويت: «هذه ليست المرة الأول تتغير فيها الأسعار، فهي دائمة التغير». واعتبر وزير النفط الكويتي علي العمير، أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط كان متوقعاً وليس كبيراً ولا يدعو لعقد اجتماع طارئ لمنظمة «أوبك». وقال على هامش اجتماع وزراء النفط لدول مجلس التعاون الخليجي، إن الهبوط الحالي «ليس كبيراً (...)، كان متوقعاً أن يكون هناك شيء من الهبوط نتيجة كثرة الإنتاج خصوصاً في الولاياتالمتحدة». وأضاف «نعتقد أن أسعار النفط في الوقت الحالي مستقرة على رغم الهبوط القليل الذي قد يتبعه (...) ارتفاع، نتيجة اقتراب موسم الشتاء والحاجة للطاقة من جديد في الدول كافة». وأكد أن المستويات الحالية لا تدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة «أوبك». وقال: «إلى الآن مطمئنون الى أن الأسعار لم تنخفض الانخفاض الذي يجعلنا في نوع من الدعوة لمؤتمرات طارئة أو غير ذلك». ولفت العمير إلى أن معدل إنتاج الكويت «ثابت» وفقاً لما اتفق عليه في اجتماع «أوبك» الأخير. وأكد أن اجتماع الوزراء الخليجيين قرر تأجيل البت في موضوع توحيد أسعار المنتجات النفطية إلى حين إجراء «دراسة مفصلة». وأشار إلى أن الاجتماع ناقش 11 بنداً لاقت «كل توافق» بين الوزراء. إلى ذلك، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط يتباطأ بوتيرة ملحوظة بفعل تعثر اقتصادات أوروبا والصين، بينما تشهد الإمدادات زيادة مطردة، لاسيما من أميركا الشمالية. وأصدرت الوكالة تقريرها الشهري الذي جاء فيه: «التباطؤ الحاصل لنمو الطلب في الفترة الأخيرة جدير بالملاحظة»، وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2014 و2015. وأورد التقرير أن «الصراعات الملتهبة في العراق وليبيا مستمرة بلا هوادة وأثرها على توازن سوق النفط العالمية والأسعار مازال محدوداً وسط نمو ضعيف للطلب على النفط ومعروض وفير». ووفق الوكالة فإن نمو الطلب في الربع الثاني تراجع إلى أدنى مستوياته في سنتين ونصف سنة. وبالنسبة للعام الحالي بأكمله خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط 150 ألف برميل يومياً إلى 900 ألف برميل يومياً، وتقديرها لعام 2015 بمقدار 100 ألف برميل يومياً إلى 1.2 مليون برميل يومياً. وأشارت إلى أن «اقتصادات منطقة اليورو تكافح الركود بالفعل وتقترب على نحو خطير من انكماش الأسعار. مبعث الخطر أن يطلق تراجع الأسعار الأوروبية دوامة انكماش تؤدي إلى مزيد من التراجع في النشاط الاقتصادي مع قيام المتعاملين بتأجيل قرارات الاستثمار أو الشراء». ورجحت أن تشهد الصين نمو الطلب على الخام أكثر من اثنين في المئة. وتتوقع وكالة الطاقة نمو المعروض من خارج «أوبك» 1.6 مليون برميل يومياً هذه السنة و1.3 مليون برميل يومياً في 2015، بفضل طفرة النفط الصخري في أميركا الشمالية. إلى ذلك، أشارت الوكالة إلى أن زيادة كبيرة في طاقة تخزين النفط الإيراني ستمنح طهران مرونة أكبر في تصدير الخام. وأكدت أن بناء أربعة صهاريج تخزين سعة كل منها مليون برميل تُشيد حالياً في مرفأ لتصدير النفط في جزيرة خرج، سيرفع طاقة التخزين إلى 28 مليون برميل في مقابل سبعة ملايين فقط في مطلع الألفية.