لندن، باريس – رويترز، أ ف ب - أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس أن نمو الطلب على النفط السنة المقبلة سيكون أقل قليلاً من توقعاتها السابقة التي بلغت 1.3 مليون برميل يومياً على أساس سنوي وإن الأدلة على بلوغ الكساد العالمي حده الأقصى غير مؤكدة. وجاءت توقعات الوكالة، التي تقدم المشورة إلى 28 دولة مستهلكة للطاقة، في أعقاب توقعين حذرين آخرين للطلب على النفط هذا الأسبوع. وتراجعت أسعار النفط بعد صدور التقرير وجرى تداوله دون مستوى 70 دولاراً للبرميل. وأفادت الوكالة ومقرها باريس، في أحدث تقرير شهري لها، بأن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.3 مليون برميل يومياً في 2010 ليصل إلى متوسط 85.3 مليون برميل. وعدلت توقعاتها للطلب العالمي الفوري في 2010 صعوداً بنحو 70 ألف برميل يومياً إلى 85.3 مليون برميل استناداً إلى زيادة استهلاك الوقود في آسيا. لكن نمو الطلب كان أقل قليلاً من تقديرات الوكالة في تقريرها السابق بعد تعديل صعودي أكبر له في 2009 ليصل الآن إلى 83.9 مليون برميل يومياً. واعتبرت الوكالة أن التوقعات بالكاد تغيّر حالة الانكماش الحاد في الطلب العالمي على النفط في 2009 بسبب الركود وأن يقل استهلاك الوقود بمقدار 2.35 مليون برميل يومياً عن العام الماضي. واستشهد التقرير بوجه خاص بانكماش الإنتاج الصناعي كعامل رئيس يقيد الطلب على منتجات النفط المكررة. «فالطلب العالمي على السولار، وهو مؤشر رئيس على قوة الاقتصاد، لا يزال منخفضاً». ولم يسجل نمو في الإنتاج الصناعي إلا في الصين واليابان بينما ظل في حالة انكماش في دول العالم الباقية على رغم تباطؤ وتيرته. وأضاف: «على رغم تحسن مؤشرات اقتصادية في عدد قليل من البلدان، فالاقتصاد العالمي ربما يكون بدأ مرحلة مستقرة». وارتفعت إمدادات النفط العالمية 570 ألف برميل يومياً في تموز (يوليو) إلى 85.1 مليون برميل، ثلثاها تقريباً من إنتاج دول من خارج منظمة «أوبك». لكن إمدادات النفط العالمية انخفضت 2.6 مليون برميل يومياً مقارنة مع تموز العام الماضي بسبب خفض إنتاج «أوبك»، الذي تراجع الشهر الماضي نحو 100 ألف برميل يومياً إلى 28.64 مليون برميل لتراجع الإمدادات من نيجيريا. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن السعودية ضخت 8.3 مليون برميل يومياً في تموز بزيادة 250 ألف برميل عما أوردته أوبك. وراجعت الوكالة إجمالي إمدادات الدول غير الأعضاء في «أوبك» بازدياد 160 ألف برميل في شكل رئيس بسبب الإنتاج الروسي الأقوى من المتوقع. وخفّضت توقعات الطلب في شكل طفيف على خام «أوبك» الذي يبلغ في المتوسط 27.7 مليون برميل يومياً في 2009 و27.8 مليون في 2010، للنصف الثاني من السنة الحالية والسنة المقبلة بحيث يعوضه الإمداد من الدول غير الأعضاء في المنظمة. الأسعار تستعيد صعودها وعوّض النفط خسائره التي مني بها في وقت سابق من تعاملات أمس، ليرتفع سعر البرميل صوب 70 دولاراً، بعدما سجل أدنى سعر له منذ مطلع آب (أغسطس)، بسبب مخاوف في شأن قوة الطلب قبيل بيانات المخزون الأميركي. وارتفع سعر برميل الخام الأميركي تسليم أيلول (سبتمبر) 26 سنتاً إلى 69.71 دولار ولامس أدنى مستوى خلال نحو أسبوعين عندما سجل 68.84 دولار في أوائل التعاملات الأوروبية. وهبط مزيج «برنت» في لندن تسعة سنتات مسجلاً 72.37 دولار. وأعلنت «أوبك» أن سعر برميل سلة خاماتها القياسية واصل الهبوط إلى 71.06 دولار الثلثاء من 71.68 دولار الاثنين.