هون وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس من المخاوف التي أثارها هبوط أسعار النفط مؤخرا دون مستوى 100 دولار للبرميل، وقال متسائلا في معرض رده على سؤال عما إذا كان الهبوط يدعو للقلق: هل سبق لكم أن رأيتموني قلقا؟. وأضاف: هذه ليست أول مرة تتغير فيها الأسعار فهي دائما ما تكون كذلك، لأنها عملية ديناميكية. ووفقا لبيانات أوبك فإن إنتاج المملكة حاليا يصل إلى نحو 9.6 مليون برميل يوميا. من جهتها ذكرت وكالة الطاقة الدولية أمس أن الطلب العالمي على النفط يتباطأ بوتيرة ملحوظة بفعل تعثر اقتصادات أوروبا والصين بينما تشهد الإمدادات زيادة مطردة ولاسيما من أمريكا الشمالية. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الغربية في تقريرها الشهري «التباطؤ الحاصل لنمو الطلب في الفترة الأخيرة جدير بالملاحظة».وأضافت: أن الصراعات الملتهبة في العراق وليبيا مستمرة بلا هوادة، وتأثيرها على توازنات سوق النفط العالمية والأسعار مازال محدودا وسط نمو ضعيف للطلب على النفط. وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن نمو الطلب في الربع الثاني من عام 2014 تراجع إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف، وقالت «تكافح اقتصادات منطقة اليورو الركود بالفعل وتقترب على نحو خطير من انكماش الأسعار، ما يجعل مبعث الخطر أن يطلق تراجع الأسعار الأوروبية دوامة انكماش تؤدي إلى مزيد من التراجع في النشاط الاقتصادي مع تأجيل قرارات الاستثمار أو الشراء من قبل المتعاملين.» ورجحت أن تشهد الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولاياتالمتحدة نمو الطلب على الخام أكثر من اثنين في المئة في حين نزلت أسعار النفط عن 100 دولار للبرميل هذا الشهر للمرة الأولى منذ أكثر من عام تحت ضغط تباطؤ الطلب ووفرة المعروض. وبعد أن جرى تخفيض أسعار النفط تحولت السوق إلى وضع تكون فيه الأسعار الفورية أضعف من أسعار التسليم الآجل، ويشجع ذلك شركات النفط والمتعاملين على تخزين الخام على أمل إعادة بيعه بسعر أعلى في المستقبل. وقالت وكالة الطاقة الدولية «إن التخزين إيجابي لأمن الطاقة بما يوفره من شبكة أمان جيدة لمواجهة أي تعثر في الإمدادات». من جانبه ذكر وزير النفط الكويتي على العمير أمس أن الانخفاض الحالي في أسعار النفط كان متوقعا وليس كبيرا، مؤكدا على عدم الحاجة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة (أوبك). وقال: على هامش اجتماع وزراء النفط لدول مجلس التعاون الخليجي «إن الهبوط الحالي ليس كبيرا، وقد كان متوقعا بسبب كثرة الإنتاج خاصة في الولاياتالمتحدة لكن مازلنا نعتقد أن أسعار النفط في الوقت الحالي مستقرة رغم الهبوط المتزامن مع موسم الشتاء الذي تزداد فيه الحاجة إلى الطاقة من جديد في كافة الدول».