«الحياة»، رويترز - أكدت «وكالة الطاقة الدولية» أمس أن نحو 100 دولار سعراً لبرميل النفط ما زال يشكل خطراً على الاقتصاد العالمي المتباطئ ومن المرجح أن يستهلك كميات أقل من الوقود عن توقعات الوكالة. وأشارت المديرة التنفيذية للوكالة، ماريا فان دير هوفن، إلى أن انخفاض أسعار النفط ليس كافياً لتنشيط الاقتصاد وانتشاله من تباطؤ النمو. وقالت في مؤتمر صحافي في كوالالمبور: «ما زلنا في وضع تتجاوز فيه أسعار النفط 100 دولار، ما يحمّل الموازنات أعباء هائلة ويساهم في مزيد من التباطؤ الإقتصادي». ورأت أن زيادة الإمدادات من بعض أعضاء «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) ساهمت في هبوط الأسعار وأن التراجع كان مهماً لكن المنتجين والمستهلكين ما زالوا بعيدين من إعلان النجاح في تهدئة الأسعار. وأضافت: «آمل في أن تنخفض الأسعار، فالمعروض كافٍ والمنتجون يوردون ما يزيد على الطلب». ولفتت إلى أن مستويات المخزونات المريحة لدى الدول المستهلكة، كافية لتهدئة أية مخاوف من أن تكون زيادة الإنتاج السعودي قد قلصت الطاقة الإنتاجية الفائضة في الإنتاج العالمي والكفيلة بتعويض أي نقص مفاجئ في الإمدادات... الطاقة الفائضة تعوض بالمخزون الكبير، ومن الواضح أن المنتجين بذلوا ما في وسعهم لضمان كفاية الإمدادات في السوق. وأوضحت أن ضعف النشاط الاقتصادي في الصين والهند وأوروبا قد يؤدي إلى انخفاض نمو الطلب العالمي على النفط عن توقعات الوكالة للعام الحالي والبالغة 800 ألف برميل يومياً. لكنها أحجمت عن إعطاء تقدير جديد لنمو الطلب خلال العام الحالي قبل صدور تقرير شهري للوكالة عن السوق في الأسبوع المقبل. في شأن آخر، رشّحت إيران وزير النفط السابق غلام حسين نوذري لمنصب الأمين العام لمنظمة «أوبك» خلفاً لليبي عبدالله البدري الذي تنتهي ولايته نهاية العام الحالي. وتتنافس أربع دول على المنصب وهي السعودية التي رشحت مجيد المنيف، والعراق الذي رشّح ثامر الغضبان والإكوادور مع مرشحها ويلسون باستور إضافة إلي نوذري. وتنتخب المنظمة الأمين العام الجديد خلال اجتماعها في 14 حزيران (يونيو) الجاري. وكانت معلومات تضمنت إمكان دعم إيران المرشح العراقي ثامر الغضبان، إلا أن المصادر تعتقد أن إيران والعراق راغبان في مضايقة المرشح السعودي، ويسعيان إلى حصر الأمانة العامة بيد أحدهما. الأسعار وهبط سعر خام القياس الأوروبي، مزيج «برنت»، دون مستوى 99 دولاراً للبرميل أمس متراجعاً عن مكاسبه في أوائل الجلسة، إذ أثارت التوقعات القاتمة المتعلقة بأزمة ديون منطقة اليورو، مخاوف في شأن الطلب على النفط. ونزل «برنت» 18 سنتاً إلى 98.67 دولار للبرميل بعد ارتفاعه بنحو دولار في وقت سابق من الجلسة. وبلغ السعر خلال تعاملات أمس أدنى مستوياته في 16 شهراً لفترة وجيزة عند 95.63 دولار للبرميل قبل أن ينتعش. وارتفع سعر الخام الأميركي 33 سنتاً إلى 84.31 دولار للبرميل. وأعلنت «أوبك» أن سعر سلة خاماتها القياسية انخفض إلى 95.48 دولار للبرميل أول من أمس من 97.44 دولار للبرميل في الجلسة السابقة. في هذا المجال، رأى الرئيس التنفيذي لشركة «رويال شل داتش»، بيتر فوسر، أن أسعار النفط ستواصل الانخفاض في النصف الثاني من العام الحالي مع تراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وانحسار التوترات السياسية الدولية. وقال «الطلب العالمي يتراجع، لدينا عناصر ركود في أوروبا وتباطؤ محدود في آسيا - المحيط الهادئ، وفي الوقت ذاته فإن بعض العناصر السياسية التي ساهمت في تقلبات الأسعار على مدى الأشهر الأخيرة انحسر نوعاً ما ولذلك نحن نرى تراجعاً في الأسعار، وأتوقع أن يستمر في النصف الثاني من السنة». وأكد فوسر أن سوق إمدادات النفط كافية للتغلب على أثار العقوبات. العراق على الجانب العراقي، أشارت مصادر في تجارة الوقود إلى أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) جددت اتفاقها المحدد المدة لشراء نحو 500 ألف طن من زيت الغاز للتسليم على مدار النصف الثاني من العام وذلك بعلاوة سعرية مماثلة للعقد السابق. وجددت الشركة عقدها للفترة من تموز (يوليو) إلى كانون الأول (ديسمبر) مع «فيتول» السويسرية لتجارة النفط، للحصول على خمس شحنات شهرياً من زيت الغاز بنسبة كبريت 0.1 في المئة حجم الواحدة منها 16 ألف طن. إلى ذلك، لفت وزير الطاقة الكردي اشتي هورامي إلى أن كردستان العراق تتوقع تعزيز إنتاجها من النفط إلى مليون برميل يومياً بحلول عام 2015 ثم مضاعفته إلى مليوني برميل في 2019. وأبلغ هورامي حلقة نقاش في «المنتدى الاقتصادي العالمي» في اسطنبول أن كردستان تسعى إلى تعزيز طاقتها التصديرية للمثلين من 300 - 350 ألف برميل يومياً حالياً ثم رفعها إلى مليون برميل يومياً. وعلى هامش المنتدى أيضاً، أشار وزير الطاقة الأذري، ناطق علييف، إلى أن بلاده يمكنها الإبقاء على إنتاج النفط عند مستوى مليون برميل يومياً على مدى القرن المقبل. وأعلن أن إنتاج أذربيجان من الغاز الطبيعي سيبلغ 75 بليون متر مكعب خلال الفترة ذاتها.