كشف وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس اليوم الخميس عن قرار حكومي بإقامة مخيمين للاجئين السوريين على الحدود اللبنانية، في خطوة هي الاولى في هذا الاطار منذ اندلاع النزاع في سورية المجاورة قبل أكثر من ثلاث سنوات. وقال درباس لوكالة "فرانس برس" ان "مجلس الوزراء اتخذ منذ فترة قراراً بإقامة مخيمين في منطقتين حدوديتين مع سورية، أحدهما في منطقة المصنع (شرق) والثاني في منطقة العبدة (شمال)". واوضح درباس، وهو عضو لجنة وزارية رباعية كلفت دراسة وضع النازحين السوريين في لبنان، ان "كل مخيم يمكن ان يستوعب عشرة آلاف شخص"، موضحاً ان هذين المخيمين "سيكونان اختباريين لمعرفة مدى نجاحهما"، ويمكن المضي في توسيع المشروع اذا لم يواجه عقبات. واشار الى ان "لجنة من المستشارين الذين عينتهم اللجنة الوزارية اجتمعوا اليوم في مقر وزارة الداخلية لوضع دراسة لتنفيذ مشروع انشاء المخيمين ووضع الآلية اللوجستية لاستيعاب النازحين في المخيمين وكلفة المشروع". واشار الى ان "المخيمين سيكونان عبارة عن بيوت جاهزة يمكن للنازحين تفكيكها وأخذها معهم عندما ينتقلون الى سورية". وذكر مصدر حكومي لوكالة "فرانس برس" ان "وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل كلف الاتصال بالمسؤولين السوريين لإبلاغهم بالمشروع". واشار الى ان "المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة كانت تعارض انشاء مخيمات في هذه المنطقة الحدودية بسبب مخاوف امنية، لكن المسؤولين السوريين ابلغوها ان المنطقتين اللتين تم اختيارهما بعيدتان عن العمليات العسكرية". واصدرت المفوضية العليا للاجئين الخميس بياناً اعلنت فيه ان "المعيار الاساس للمكان الذي يتم اختياره لاقامة مخيمات للاجئين هو الأمن". وجاء في البيان "ستواصل المفوضية العليا للاجئين العمل مع حكومة لبنان في كل خططها المتعلقة باللاجئين". واضاف: "في ما يتعلق بالاقتراح الحالي، نحن جاهزون للعمل مع وزير الشؤون الاجتماعية من اجل البحث في مواقع محتملة وتقييم امكان اقامة مخيمات فيها وفق المعايير المطلوبة". واعتبرت المفوضية ان "الامر الملح في اختيار الموقع هو الامن، للاجئين وللحكومة المضيفة. وهذا يشمل اختيار مواقع آمنة في مناطق غير معرضة للفيضانات او انجراف التربة والتي تحتمل الانشاءات التي يحتاجها اللاجئون. كما ان الامن يعني الا تكون هذه المواقع معرضة لوصول مسلحين يهددون اللاجئين ومضيفيهم". وكانت اللجنة الوزارية اللبنانية المكلفة متابعة ملف اللاجئين السوريين أكدت أمس الاربعاء ضرورة "التدقيق في مسألة النزوح"، مشيرة الى انه "لم يعد هناك من داع لنزوح السوريين الى لبنان". ويستضيف لبنان 1,1 مليون لاجىء سوري، ما يشكل عبئاً ضخماً على البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والذي يبلغ عدد سكانه حوالى اربعة ملايين ونصف المليون. ويعترض عدد من الاطراف السياسيين على اقامة مخيمات للاجئين داخل البلاد، مؤكدين ان ذلك سيشجعهم على البقاء، كما حصل من قبل مع اللاجئين الفلسطينيين الذين يناهز عددهم حوالى 350 الفاً، وخوفاً من تحول المخيمات الى بؤر توتر أمني.