ما أن وضعت الحرب على غزة أوزارها حتى خرجت إسرائيل للانتقام من حركة «حماس» في الضفة الغربية، فشنت حملة اعتقالات طاولت عشرات الناشطين والقيادات، وفي مقدمهم عدد من أعضاء المجلس التشريعي للحركة مثل أمين سر المجلس الدكتور محمود الرمحي، والنواب عماد نوفل وباسم الزعارير ورياض رداد وفتحي القرعاوي، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أُمّر في الخليل ظهر امس، واعتقلت الشاب محمود العلامي 20 سنة بعد مداهمة منزل العائلة.في الوقت نفسه، شهدت مدن الضفة أمس مسيرات احتفال بصمود المقاومة في قطاع غزة أمام القصف والهجمات الإسرائيلية شاركت فيها أعداد كبيرة من المواطنين. وكانت «حماس» عادت إلى النشاط العلني في الضفة أثناء الحرب على غزة بعد إخراجها عن القانون عقب استيلائها على السلطة في قطاع غزة عام 2007. وتصدر قادة نواب «حماس» في الضفة تظاهرات شعبية رفعت فيها أعلام الحركة للمرة الأولى منذ عام 2007. وأظهرت السلطة الفلسطينية التي تعتبر «حماس» خارجة عن القانون للمرة الأولى تسامحاً مع ظهور ناشطي الحركة وراياتها وشعاراتها. وقالت «حماس» في بيان لها إن «شن الاحتلال الصهيوني هذه الحملة الشرسة من الاعتقالات بالتزامن مع الانتصار الذي حققته المقاومة في قطاع غزة وتعزيز روح الصمود والتحدّي لدى جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس، يعبّر عن مدى الإحباط والهزيمة التي مُنيَ بها الاحتلال وجيشه وقادته». وأضافت: «نؤكد أن سياسة الاحتلال في الاعتقال لن تزيد شعبنا إلا مزيداً من الصمود والتحدّي والتصدّي لمشاريع الاحتلال ومخططاته الإجرامية، ولن تثني نواب شعبنا ورموزه عن مواصلة دورهم الرّيادي في الحفاظ على الثوابت والدفاع عن الحقوق والمقدسات». وطالبت حركة «فتح» والسلطة وأجهزتها الأمنية بوقف أشكال التنسيق الأمني مع إسرائيل والتوقف النهائي عن ملاحقة أعضاء الحركة وناشطيها واستدعائهم واعتقالهم . وفي تقرير منفصل، أكدت «حماس» أن إسرائيل تتجه بخطى متسارعة إلى تشريع غالبية البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة. وبيّن التقرير أن العمليات الاستيطانية في الضفة والقدس خلال العام الحالي وصلت أعلى مستوى لها خلال السنوات العشر الماضية، إذ بلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي تمّت المصادقة على بنائها منذ بداية العام ما يزيد على 2380 وحدة. وأوضح أن عدد المستوطنات في الضفة يبلغ 144، عدد المستوطنين فيها نحو 536 ألف يهودي. منع الفلسطينيين من الوصول الى الاقصى الى ذلك (ا ف ب)، اعلنت الشرطة الاسرائيلية ان دخول الفلسطينيين الى باحة المسجد الاقصى في القدسالشرقية سيكون محدوداً الجمعة لأسباب امنية. وأوضحت الناطقة باسم الشرطة لوبا سمري امس: «وحدهم الرجال الذين تفوق أعمارهم الاربعين سنة وفي حوزتهم بطاقة هوية اصدرتها السلطات الاسرائيلية، سيكون في إمكانهم الدخول الى الباحة التي سيكون الوصول اليها في المقابل حراً بالنسبة الى النساء». وأضافت ان «قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود ستنتشر من جهة اخرى في المناطق الحساسة في القدس القديمة». وتابعت ان قنبلة حارقة أُلقيت مساء الخميس - الجمعة على ترامواي القدس، من دون ان تسفر عن اصابات وبدأت الشرطة عمليات بحث عن الفاعل. وكانت اندلعت صدامات امام مدخل مركز شرطة في شارع صلاح الدين في القدسالشرقية بين نحو مئة شاب فلسطيني والشرطة إثر توقيف فلسطينية اتهمت بمحاولة طعن عنصر من «حرس الحدود» الاسرائيلي بسكين.