واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة أمس لليوم السادس، مستخدماً الطائرات والزوارق الحربية في قصف القطاع موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى، فيما واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، واعترفت تل ابيب بأنه أطلق منذ منتصف ليل الأحد-الإثنين وحتى ظهر الإثنين اكثر من 96 صاروخاً خصوصاً باتجاه مدينة عسقلان. واستشهد أربعة فلسطينيين وأصيب ثلاثة بينهم مصوران صحافيان الإثنين في ثلاث غارات جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة بعد ظهر أمس، واستهدفت إحداها مبنى «برج الشروق» المكون من 14 طبقة ويضم العديد من المكاتب الصحافية في غرب مدينة غزة. وأكدت لجنة الإسعاف والطوارئ في حكومة «حماس» في بيان وجود «شهيد متفحم وإصابة ثلاثة في الغارة الإسرائيلية على برج الشروق». وقال مصدر في «الجهاد الإسلامي» إن الشهيد هو «رامز حرب القيادي الميداني في سرايا القدس مسؤول الإعلام الحربي بلواء غزة الجناح العسكري للحركة». وورد اسم رامز حرب لاحقاً في بيان للجيش الإسرائيلي باعتباره أحد المستهدفين بالغارة. وقالت المخابرات الإسرائيلية (شاباك) في بيان، إن الهجوم نفذ بالاشتراك مع الجيش أثناء وجود «مسؤولين كبار من الجهاد الإسلامي في برج الشروق في مدينة غزة». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «استهدف الجيش وجهاز المخابرات المبنى الذي استخدمه كبار نشطاء حركة الجهاد الإسلامي والمسؤولين عن جزء من عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل كمخبأ لهم، وأصابهم إصابة مباشرة». وأورد الجيش في بيانه أسماء المستهدفين، وهم «بهاء ابو عطا، عضو المجلس العسكري الاعلى وهو قائد منطقة غزة في الجهاد الاسلامي، ويشارك في قيادة وتنظيم اطلاق الصواريخ والعمليات ضد مدنيين في اسرائيل، كما يشارك في تصنيع الاسلحة بعيدة المدى». واعتبر أن المستهدف الثاني هو «تيسير محمود محمد الجعبري، من مواليد عام 1972، ومن سكان حي الشجاعية، وعضو المجلس العسكري الأعلى في الجهاد الإسلامي ورئيس فرع العمليات في الجهاد، وشارك في عمليات إطلاق صوارخ وهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، وهو مسؤول تدريب ويلقى على مسؤوليته توزيع مهام لتنفيذ هجمات على عسكرية». والثالث هو «خليل بيتاني احد نشطاء الجهاد الكبار، ومسؤول امن داخلي، ومسؤول عن عمليات الصواريخ بعيدة المدى»، والرابع «رامز حرب المولود عام 1976 من سكان حي الشجاعية مسؤول عن الإعلام في مدينة غزة وهو احد مساعدي تيسير الجعبري». وذكر شهود العيان أن احد المصورين الجريحين يعمل لصالح قناة العربية الفضائية والثاني في تلفزيون «هنا القدس» المحلي. وفي مخيم النصيرات استشهد فلسطينيان في غارة جوية ثانية استهدفت موقعاً للشرطة البحرية التابع لحكومة حماس، وفق لجنة الإسعاف والطوارئ وشهود عيان. وقالت اللجنة في بيان: «استشهد المواطنان عائد راضي وأمير الملاحي بعد استهدافهما في غارة جوية في مخيم النصيرات». وفي وقت لاحق، أكد أدهم أبو سلمية المتحدث باسم الإسعاف والطوارئ في غزة، ان «محمد زيدان طبيل (25 عاماً) وهو معوّق ذهنياً، استشهد في غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على منطقة زراعية شرق النصيرات» بعد الظهر. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أفادت سابقاً أن «رمضان احمد محمود (22 عاماً) من مخيم المغازي توفي متاثراً بجروحه التي أصيب بها (أول) امس في غارة إسرائيلية استهدفته» وأضافت أنه باستشهاد رمضان يرتفع عدد الضحايا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 91 قتيلاً فلسطينياً وإصابة 740 جريحا. وذكرت الوزارة في وقت سابق، أن 3 مزارعين فلسطينيين استشهدوا في غارات إسرائيلية على بلدة القرارة جنوب قطاع غزة وعلى بيت لاهيا شمال القطاع وقالت الوزارة إن «فلسطينيين مزارعين هما إبراهيم الأسطل وعمر الأسطل استشهدا في غارة إسرائيلية على بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب قطاع غزة وأصيبت طفلة بجروح خطيرة». من جانب آخر، أوضحت الوزارة أنه «استشهد فجر اليوم عبد الرحمن العطار ( 50 عاماً) وهو مزارع من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في غارة إسرائيلية». وفي وقت سابق، استشهد ثلاثة فلسطينيين صباح الإثنين في غارة إسرائيلية على دير البلح بوسط قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة أن «ثلاثة فلسطينيين استشهدوا صباح الإثنين في غارة إسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة». وقبل ذلك أعلن عن استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفل في غارة استهدفت منزلاً في حي الزيتون بمدينة غزة ليل الأحد-الإثنين. وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة «استشهد الطفل محمد أبو زور (5 أعوام) ونسمة ابو زور (23 عاماً) وعاهد القطاطي (35 عاماً)» في غارة استهدفت منزلا بحي الزيتون في مدينة غزة. ثم أفاد المصدر عن وفاة سحر أبو زور متأثرة بالجروح التي أصيبت بها جراء الغارة. وليل الأحد-الإثنين، قام الطيران الإسرائيلي بتدمير مبنى شرطة مدينة غزة بالكامل. كما قامت السفن الحربية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة ليلاً وكان الأحد اكثر الأيام دموية في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع مع سقوط 31 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال، بينهم 8 من أفراد أسرة واحدة في غارة على منزل عائلة الدلو شمال غزة. وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أعلن الإثنين أن الهجمات الصاروخية الفلسطينية من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية انخفضت بنسبة 40 بالمئة، وأن سلاح الجو الإسرائيلي شن على قطاع غزة 1350 غارة جوية منذ بدء عملية «عمود السحاب». وقال الناطق: «قللت الغارات الإسرائيلية على منصات الصواريخ والبنى التحتية للمنظمات الفلسطينية من عدد الهجمات بنسبة 40 بالمئة». وأضاف أن «سلاح الجو أغار على 1350 هدفاً. بلغ عدد الأهداف التي استهدفتها الغارات خلال الليلة الماضية 80 هدفاً (هي مقار) تابعة للتنظيمات الإرهابية، ومواقع تستخدم لإطلاق الصواريخ، منها ما هو تحت الأرض، ومعسكرات تدريب ومستودعات أسلحة وأنفاق». ومن جهة ثانية، قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، إن «مجمل الصواريخ التي اطلقت من قطاع غزة منذ بدء الحملة بلغت 1010، ومنذ منتصف ليل الأحد-الإثنين وحتى ظهر الإثنين أطلق اكثر من 96 صاروخا اتجاه مدينة اشكلون (عسقلان). اعترضت القبة الحديد 31 صاروخاً وسقط ثلاثة في مناطق مأهولة بالسكان، والباقي لم يعثر عليها. ولم تحدث إصابات بشرية بل تسببت بأضرار مادية». على صعيد آخر، أعلنت «قناة الاقصى» التلفزيونية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي «يخترق بث قناة الأقصى» الذي تعرض للتشويش لساعات.