فيينا – رويترز - تريثت إيران في التعليق علي التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية اول من امس، واتهم طهران بالاستعداد لمضاعفة تخصيب اليورانيوم، في انتظار تطورات ربما يشهدها الاجتماع المقرر مع مجموعة الدول الست المعنية بالملف النووي، في بروكسيل الأربعاء المقبل. وعزت مصادر تريث طهران إلى تمسكها بإنجاح محادثات بروكسيل، فيما أعلن مقربون من مجلس الأمن القومي الإيراني أن «التقرير لم يحمل جديداً علي صعيد أزمة البرنامج النووي، ولا على صعيد المعلومات التي أوردها حول منشأة فردو الحديثة التأسيس، لأنها تحت رقابة الوكالة الذرية وإشرافها، وتخضع نشاطاتها لرقابة صارمة من مفتشي الوكالة». وفي ما يتعلق برصد الوكالة نشاطات لتفكيك معدات من مجمع «بارشين» العسكري، أكدت المصادر «عدم امتلاك ايران القدرات الفنية المطلوبة لتنظيف أي موقع يحتوي علي نشاط نووي، والأمر يحتاج إلي فترة غير قصيرة»، مشيرة إلى أن إخفاء أي نشاط عن فرق التفتيش أمر غير ممكن «لأنها تأخذ عيّنات من المجمع ، كما حصل عام 2005، حين ثبُت عدم وجود نشاط نووي إيراني». وفيما أكد التقرير الفصلي للوكالة أن ايران «تمضي قدماً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، في تحدٍّ للعقوبات الغربية المشددة»، كان لافتاً كشفه إرجاء طهران حتى منتصف العام المقبل تشغيل مفاعل «أراك» لبحوث الطب والزراعة، والذي يعتبر خبراء غربيون أنه سيؤمن للجمهورية الإسلامية في إيران وسيلة ثانية لإنتاج مواد تستخدم في صنع قنبلة نووية. وأفاد التقرير بأن «طهران تستمر في تركيب شبكة تبريد في محطة تعمل بالماء الثقيل قرب بلدة اراك». لكن «رابطة الحد من التسلح»، وهي جماعة بحوث ودعاية مقرها واشنطن، شككت في إمكان وفاء إيران بالموعد الجديد للتشغيل، «بسبب تأخر عمليات الإنشاء، وتعذر الحصول على المواد المطلوبة». ويتخوف الغرب من محطتين تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم في ناتانز وفردو، لكن خبراء يقولون إن مفاعل «أراك» يثير أيضاً قلقاً في شأن انتشار السلاح. وتعتبر اسرائيل البرنامج النووي الإيراني «خطراً حقيقياً» يهددها، ولوّحت مرات بمهاجمة المواقع النووية إذا فشلت الديبلوماسية في حل النزاع المستمر منذ عشر سنين. وإذا مضت إسرائيل قدماً في تنفيذ تهديدها، ستكون ناتانز وفردو وأراك بين الأهداف المرجَّحة.