اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران، بأنها مستعدة لمضاعفة تخصيب اليورانيوم بدرجة كبيرة في منشأة فردو النووية تحت الأرض، بعدما انتهت من تركيب كل أجهزة الطرد المركزي اللازمة لذلك، في تطور قد يزيد من قلق الغرب من نوايا طهران. وورد في تقرير سري للوكالة وزع على أعضائها امس، أن إيران ركبت نحو 2800 جهاز طرد مركزي، صممت منشأة فردو السرية لاستيعابها. وأشار التقرير إلى أنه بات في إمكان طهران قريباً مضاعفة عدد الأجهزة العاملة في المنشأة إلى نحو 1400. وتحدث التقرير الفصلي حول إيران، عن نشاطات مكثفة لتفكيك معدات من مجمع بارشين العسكري، ما «يقوض بشكل جدي قدرة الوكالة على إجراء عملية تحقق فاعلة حين يسمح لها بزيارة المكان»، في إشارة إلى محاولات الوكالة إرسال مفتشين الى هذا الموقع للتأكد من خلوه من نشاطات نووية ذات طابع عسكري. كذلك أشار التقرير إلى أن إيران أزالت الوقود النووي من قلب مفاعل بوشهر من دون أن تقدم مبرراً لذلك، في تلميح إلى استخدام هذا الوقود في عمليات تخصيب تتجاوز هدف توليد الطاقة إلى تطوير سلاح نووي. ولفت التقرير إلى أن إيران زادت من إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب منذ 2010، وباتت تمتلك نحو 233 كيلوغراماً منه، ما يقربها من امتلاك كمية كافية من اليورانيوم لاستخدامها في أغراض عسكرية. وأورد التقرير أن ايران استخدمت 96 كيلوغراماً من كميات اليورانيوم تلك المخصبة بدرجة 20 في المئة، وقوداً لمفاعل نووي للأبحاث الطبية في طهران. لكن التقرير اعتبر أن هذه الخطوة من جانب طهران قد تكون معتمدة لتبديد الشكوك الغربية في برنامج إيراني سري لتطوير قنبلة نووية. على صعيد آخر، أعلنت طهران امس، عن اعتقال عناصر مجموعة وصفتها بأنها «إرهابية» مرتبطة بدوائر إسرائيلية وغربية، خططت لهجمات وأعمال تخريب على الأراضي الإيرانية. وأشارت السلطات الإيرانية إلى أنها ضبطت في حوزة المعتقلين متفجرات أرسلت اليهم من دولة خليجية. ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن وزارة الأمن الإيرانية، أن عناصرها في محافظة خوزستان (جنوب) ألقوا القبض على المجموعة التي «جندتها أجهزة استخبارات أجنبية». ولم تحدد الوزارة عدد المعتقلين، لكنها أوضحت أنهم كانوا يخططون لتفجيرات تستهدف شبكات الطاقة وزعزعة الاستقرار في المحافظة. وورد في بيان للوزارة أن عناصر المجموعة «كانوا مرتبطين بأجهزة استخباراتية غربية وصهيونية (إسرائيلية) تهدف إلى زعزعة الأمن وإثارة الرعب في نفوس المواطنين» في خوزستان. وأشار البيان إلى «مصادرة سبع قنابل معدة للتشغيل ومتفجرات». وتضم خوزستان الواقعة جنوب غرب البلاد، أقلية عربية سنية تعرف بعرب «الأهواز». وكانت جماعات سنية شنت هجمات في السنوات الماضية في هذه المنطقة. ويشتكي ناشطون سنة من ممارسة طهران سياسة تمييز ضدهم. ودأبت السلطات الإيرانية على اتهام أجهزة الاستخبارات في الولاياتالمتحدة وإسرائيل بتنفيذ «هجمات إرهابية» لاستهداف علماء إيرانيين. وقتل حوالى خمسة علماء وأساتذة جامعات منذ عام 2010، في حوادث يعتقد أنها استهدفت البرنامج النووي الإيراني.