تفرض قوات الأمن السورية النظامية إغلاقاً كاملاً على كل مداخل العاصمة، وسط ترجيحات بأن يكون السبب وراء هذا التحرك المفاجئ اما الخوف من عملية ما للجيش السوري الحر وإما انشقاق شخصية بارزة يعمل النظام على عدم فرارها خارج دمشق، بحسب ما أفاد ناشطون إعلاميون "الحياة" من العاصمة السورية. ووصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال عبر سكايب الإغلاق ب "الكامل"، مشيراً إلى أن طريق دمشق - السويدا "مفتوحة فقط لعبور الآليات العسكرية". وشدّد عبد الرحمن، الذي يتخذ من لندن مقراً له، على أن "ليس هناك من تطور بارز يفسر ما يقوم به النظام في دمشق"، مرجحاً أن يكون بسبب "خوف النظام من عمليات أو سيارات مفخخة تطاول مراكز حساسة في العاصمة". واعتبر أن السبب الثاني لما يحصل "قد يكون معلومات استخبارية لدى النظام عن انشقاق شخصية كبيرة، وبالتالي فهو يقوم بإغلاق دمشق لمنع فرار هذه الشخصية إلى خارج العاصمة". ولفت الناشط الإعلامي أبو قيس الشامي من مركز "سانا الثورة" في اتصال عبر سكايب إلى أن "الإغلاق تام ومعظم الطرقات المؤدية إلى العاصمة دمشق بالحواجز الأمنية ومنع الذهاب أو الخروج من العاصمة"، موضحاً أن "التدقيق كبير جداً ويتم منع كل السيارات حتى سيارات الأجرة والدراجات الهوائية والنارية كما المشاة". وأكد أن "قوات النظام تغلق كافة الطرق المؤدية إلى دمشق من الغوطة الشرقية"، بالإضافة إلى أوتستراد دمشق- درعا، كما يتم إغلاق مداخل داريا كافة، والطريق بين قدسيا والضاحية وبين قدسيا وصحارى. لافتاً إلى "تدقيق شديد على حاجزي الربوة وقاسيون حيث يتم منع سيارات من المغادرة"، وأضاف أن "الحاجز على أكواع معربا يعيد القادمين إلى دمشق ويمنعهم من الدخول إليها"، لافتاً إلى "إغلاق شارع بغداد ذهاباً حتى موقف المعرض". وأوضح أن "مركز سانا الثورة" أحصى عدداً من الطرقات التي تم إغلاقها، مثل منع السيارات من الخروج من طريق سيرونيكس واجبارها على المرور من حاجز مكتبة السمان في حي القابون، وكذلك قطع الشارع العام بالأشرفية باتجاه الكازية ومفرق داريا، وانتشار كثيف بالشارع وقرب جامع الوهاب. وأفاد أبو قيس أنه تم "إغلاق حي نهرعيشة بشكل كامل حيث يمنع الخروج منه أو دخول إليه"، مضيفاً أنه تم كذلك إغلاق "طريق برزة- التل، وطريق ضاحية الأسد، وطريق طلعة المحلق الجنوبي عند وزارة النقل". ووصف أبو قيس ما يحصل بأنه "إجراء غير مسبوق أبداً من قبل النظام"، مشيراً كذلك إلى "إغلاق كافة الطرق الفرعية مع استنفار كبير لقوات الأسد وانعدام حركة المرور في دمشق ومنع الحافلات وسيارات الأجرة من دخول العاصمة". وكشف انه "للمرة الأولى يقوم النظام بحملة اعتقالات في مدينة بلودان بريف دمشق"، معتبراً أن سبب كل هذه الإجراءات "مجهول". أما الناشط الإعلامي أبو كنان فقال في اتصال عبر سكايب من داريا، إن "السر وراء ما يقوم به النظام في دمشق قد يكون التصريحات التي أدلى بها بعض القادة العسكريين بالجيش الحر عن مفاجآت"، مشيراً في هذا الإطار إلى "السيطرة على أسلحة نوعية في الغوطة الشرقية كالصواريخ المضادة للدروع ما يثير خوف النظام من دخول الجيش الحر الى دمشق".