بدأت الحكومة المصرية عملية تشكيل لجنة عاجلة لبحث آليات مخاطبة الدول والمنظمات العالمية التي ترغب في المساهمة المادية والفنية لإعادة تأهيل متحف الفن الإسلامي بباب الخلق والذي يعد أكبر متحف للفنون الإسلامية في العالم، إذ يضم مئات المخطوطات النادرة وأكثر من 100 ألف قطعة أثرية متنوعة. وسيتم إعداد تقرير بأهم المتطلبات العاجلة للوصول به إلى حالته الأولي قبل الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة المواجهة للمتحف. وقال وزير الآثار المصري الدكتور ممدوح الدماطي إنه اصطحب وفد الآيكوم الذي يضم خبراء متخصصين في الترميم بمتحف المتروبوليتان ومعهد سيموسونيان بالولايات المتحدة لإطلاعهم على حجم الضرر الذي لحق بالمتحف إثر الحادث الإرهابي. وشدد الوزير على مسؤولي قطاعي المشاريع والمتاحف بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة فورية لتنظيف قاعات المتحف ورفع مخلفات ما تساقط من الطبقات الخارجية للجدران وتهشم الفتارين والشبابيك الزجاجية تمهيداً لتنفيذ خطة الترميم الداخلية والخارجية للمتحف. كما تفقد خلال الجولة أعمال الترميم الدقيقة الجارية للمقتنيات الأثرية التي تأثرت بالحادث، معرباً عن تقديره لفريق المرممين المصريين المتخصصين التابعين للمتحف الذين يعملون على قدم وساق لإنقاذ هذا التراث الفريد من مقتنيات زجاجية وخشبية تحتاج إلى مهارة متميزة وتقنية عالية. والآيكوم منظمة دولية غير حكومية تأسست العام 1946 وتمثل المتاحف والعاملين في المتاحف على مستوى العالم ولها علاقات تعاون رسمية مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). في هذا الإطار حرصت منظمة الأسيسكو على دعم الحكومة المصرية من خلال المساهمة في مشروع إعادة تأهيل المتحف باعتباره واحداً من أعرق متاحف العالم، فهو يعد أقدم وأكبر وأضخم متحف في العالم الإسلامي إذ يحتوي على 96 ألف تحفة نادرة لا مثيل لها تؤكد عظمة الحضارة الإسلامية وازدهارها. والتحف الموجودة في المتحف تم جلبها من معظم دول العالم الإسلامي أو من شخصيات غربية وعربية اقتنتها سنوات طويلة ثم قامت ببيعها للمتحف أو إهدائها له. ويعود إنشاء المتحف إلى العام 1880 عندما جمعت الحكومة المصرية كل التحف الفنية الموجودة في المساجد والمباني الأثرية، وقامت بحفظها في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم. ثم عرضت تلك التحف في متحف صغير تم بناؤه خصيصاً في صحن جامع الحاكم، وأطلق عليه اسم «دار الآثار العربية». وبقيت موجودة هناك إلى أن تم تشييد المبني الحالي للمتحف في ميدان باب الخلق في وسط القاهرة بجوار منطقة الأزهر، وافتتح في 28 كانون الأول (ديسمبر) 1903. وفي العام 1952 تغير اسمه من»دار الآثار العربية» إلى «متحف الفن الإسلامي». وتضاعف عدد القطع الموجودة فيه مرات عدة منذ إنشائه حتى اليوم، حيث ارتفع من 7082 تحفة عند افتتاح المتحف إلى 78 ألفاً العام 1978. ويبلغ عددها حالياً 96 ألف تحفة جاءت من مصادر كثيرة أهمها حفائر مدينة الفسطاط ورشيد والبهنسا وتنيس وأسوان، إلى جانب ما اقتناه المتحف عن طريق الشراء أو الإهداء من شخصيات ودول عربية وإسلامية. ويضم المتحف مجموعة كبيرة من القطع النادرة التي تعد من أغنى ممتلكات المتحف، وهي إبريق من البرونز عثر عليه في قرية أبو صير في الفيوم ضمن محتويات مقبرة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية. أما من العصر الفاطمي فنجد تحفاً معدنية نادرة منها قطع من الحلي أبرزها خاتم من الذهب خال من الزخارف وعليه ثلاثة أسطر من الكتابة الرقيقة، وتحف معدنية شكلت على هيئة ظبي من البرونز رائع الشكل.