اختتم الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الثامن عشر امس، باتخاذ سلسلة من الخطوات، اهمها انتخاب لجنته المركزية التي ستكرس اليوم تنصيب تشي جينبينغ رئيساً خلفاً لهو جينتاو، اضافة الى مكافحة الفساد. ويتوقع إسناد هذه المهمة الى وانغ تشي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. وبعد انتهاء المؤتمر الذي استمر اسبوعاً في ظل تكتم شديد، صادق الأعضاء ال2200 المشاركون فيه، على تشكيلة اللجنة المركزية التي تضم حوالى 200 من كوادر الحزب الذين يفترض انهم يمثلون اكثر من 82 مليون عضو منتسب الى الحزب. وراجع المؤتمر قوانين الحزب للارتقاء بنظرية هو جينتاو حول «التنمية العلمية» الى مستوى نظريات ماركس ولينين. كما ادرجت في قوانين الحزب «ضرورة تشجيع التقدم البيئي»، فيما تعاني البلاد من الانعكاسات الضارة لثلاثة عقود من التصنيع والتوسع العمراني المحموم. ويفترض ان تعقد اللجنة المركزية، وهي الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني منذ 1921، اول اجتماعاتها، ليقدم القادة الصينيون الجدد الى الصحافة والعالم اليوم. ويتعلق الأمر بالمكتب السياسي (نواة القيادة ويضم حوالى 25 عضواً) ولجنته الدائمة التي يرجح تقليص عدد اعضائها من تسعة الى سبعة، وتمثل قمة هرم السلطة في البلاد. وسيصبح الأمين العام تشي جينبينغ (59 سنة) رئيس الدولة، فيما يتوقع ان يحل لي كيكيناغ نائب رئيس الوزراء محل رئيس الحكومة وين جياباو. وسيركز المراقبون اليوم على تشكيلة اللجنة الدائمة، خصوصاً علاقات القادة الجدد بالحرس القديم. ويعرف تشي جينبينغ بأنه «رجل الحلول الوسط» الذي توافق عليه كل فصائل الحزب، المحافظة والاصلاحية. ودعا هو جينتاو الاسبوع الماضي، خليفته الى التركيز على مسألة الفساد التي حذر من انها قد تؤدي الى «انهيار الحزب والدولة»، لا سيما ان شكوكاً تحوم حول الوضع الاقتصادي مع انتهاء «العهد الذهبي» للثنائي هو جينتاو ووين جياباو، وتوقع تباطؤ النمو الى اقل من 8 في المئة هذا العام، وهي النسبة الادنى من نوعها منذ 13 سنة. وكي تتمكن الصين من تعزيز وضعها الاقتصادي، دعا الرئيس المنتهية ولايته الى «نموذج نمو جديد» يمنح استهلاك العائلات اهمية اكبر من اهمية الأعمال الكبرى. ويثير التحول السريع الذي تشهده الصين اضطرابات اجتماعية متكررة تتناقلها المدونات على الانترنت التي اصبحت بمثابة موقع لرأي عام ناشئ، على رغم الرقابة. وطغى همّ مكافحة الفساد على ما عداه، بعد فضيحة كشف ثروة المسؤول الصيني بو تشيلاي الذي كاد ان يشق طريقه في اتجاه مواقع عليا في الدولة. وهذه اكبر فضيحة خلال السنوات الاخيرة، وطاولت ارتداداتها ايضاً وين جياباو. ويرجح ان يقود وانغ تشي شان (64 سنة) جهود مكافحة الفساد التي تحظى بالأولوية بعد ترشيحه لعضوية اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وهي أعلى جهة لصنع القرار، وذلك اثر انتخابه في اللجنة المركزية للحزب والمفوضية المركزية للتفتيش والانضباط. وتمكن وانغ وهو مفاوض تجاري ومصرفي سابق، من حل أزمة ديون في اقليم كوانغدونغ الجنوبي، حين كان نائباً لحاكم الإقليم اواخر تسعينات القرن العشرين. وفي وقت لاحق حل محل رئيس بلدية بكين المفصول بعد أزمة التعتيم على انتشار فيروس «سارز» القاتل عام 2003.