أوردت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصادرة في هونغ كونغ امس، أن الحزب الشيوعي الصيني استجاب طلباً من رئيس الوزراء وين جياباو فتح تحقيق في تقرير أفاد ب «ثروة سرية» جمعتها عائلته. وكان التقرير الذي نشرته الشهر الماضي صحيفة «نيويورك تايمز»، أفاد بأن والدة وين جياباو وأشقاءه وأولاده كدسوا، منذ تعيينه نائباً لرئيس الوزراء عام 1998، ما لا يقل عن 2.7 بليون دولار. وأضافت أن يانغ زيون، والدة وين جياباو، والبالغة 90 سنة، تملك 120 مليون دولار تستثمرها في شركة «بينغ ان انشورانس» الصينية للخدمات المالية. وأشارت إلى أن عائلة وين تملك مصالح في مصارف ومجوهرات ومنتجعات سياحية وشركات اتصالات ومشاريع بنى تحتية، وتلجأ أحياناً إلى كيانات خارج البلاد. ونفى محامو عائلة وين جياباو ما أوردته الصحيفة، وهددوا بمقاضاتها، مؤكدين أن رئيس الوزراء «لم يضطلع أبداً بأي دور في شؤون أفراد عائلته». لكن تقريرها الذي حذفته الرقابة في الصين فوراً، أربك الحزب الشيوعي الصيني قبل افتتاح مؤتمره الثامن عشر بعد غد الخميس، والذي سيشهد تنحي الرئيس هو جينتاو لمصلحة نائبه شي جينبينغ. ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» عن مصادر، إن وين جياباو وجّه كتاباً إلى اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، وهي أبرز هيئة لاتخاذ القرارات في الحزب وهو عضو فيها، يطلب فيها بالتحقيق في تقرير «نيويورك تايمز»، في محاولة كما يبدو لإثباث براءته. وأضافت أن «اللجنة وافقت على طلبه»، مشيرة إلى أن كوادر في الحزب من محافظين «معروفين بشجبهم المواقف (السياسية) الأكثر ليبرالية لرئيس الوزراء، ناشدوه تقديم توضيحات مفصلة حول كلّ المزاعم المهمة التي تستهدفه شخصياً أو تستهدف عائلته». ونقلت عن محللين أن طلب وين إجراء تحقيق، يظهر حرصه على استغلال ذلك لتفعيل قانون طال تجميده، يطالب القادة البارزين بنشر إعلان عام بثرواتهم العائلية. في غضون ذلك، اعتبرت وكالة «فرانس برس» أن الحكومة الصينية أجرت أخيراً تعديلات في المراكز الأساسية في قيادة الجيش، لإبقاء سيطرة هو جينتاو على الجيش بعد تخليه عن منصبه. وأعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تعيين الجنرالين فان تشانغلونغ وتشو كيليانغ نائبين لرئيس اللجنة العسكرية المركزية التي يرأسها هو جينتاو، وهي هيئة من 13 عضواً تشرف على الجيش وتتبع اللجنة المركزية للحزب. ونقلت الوكالة عن ويلي لام، وهو خبير في الشؤون الصينية في الجامعة الصينية بهونغ كونغ، قوله: «طالما يرأس هو جينتاو اللجنة العسكرية المركزية، سيبقى القوة التي تحرّك السياسة. وهو يريد طبعاً أن يبقى على رأس اللجنة لخمس سنوات أخرى، خصوصاً أن عليه السهر على المقرّبين منه وحماية إرثه السياسي».