أكّد تكتل «ديزرتيك إندستريال إنيشياتيف» أخيراً أن المعامل الشمسية - الحرارية الأولى في المشروع، ستنشأ بين صحارى المغرب العربي الكبير ومصر. وتشير الدلائل إلى أن المغرب سيكون المكان المثالي لانطلاق الخطوة الأولى كونه يملك شبكة ربط كهربائي عالي التوتر مع إسبانيا. وإذ اعتبر التكتل أن شبكة الربط هذه أساسية للبدء بتنفيذ المشروع، كشف عن اتصالات أجراها مع وزارة الطاقة المغربية، تركت انطباعات جيدة حول مدى الاستعداد الذي أبداه المغاربة للتعاون المشترك، موضحاً أن محادثات مماثلة أجريت مع تونس. وذكر مصدر مطّلع أن قرار زيادة عدد الشركات المشاركة في المشروع بات قريباً، اذ من المتوقع أن يُعلن في شهر آذار (مارس) الجاري، عن انضمام أربع أو خمس شركات تعمل في إنتاج الطاقة والتقنيات المتصلة بالشمس، من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتونس والمغرب، مع توقّع انضمام دفعة أخرى من الشركات الدولية والعربية إلى المشروع في مرحلة لاحقة. وتابع المصدر أن التكتل يهيّئ تصوراً سياسياً عاماً سيُعلن عنه في 2012 ، يتضمّن خطط المشاريع الأولى، كما يمهّد الطريق للبحث في التقنيات المزمع استخدامها حتى 2050. ولفت إلى أن القائمين بالمشروع يريدون أن يثبتوا أن فكرة إنتاج الكهرباء النظيفة من الشمس ونقلها إلى أوروبا، هي واقعية تماماً. وكشف المصدر عينه أن البحث جار عن شخصية كفوءة لتتسلم مسؤولية تنفيذ المعامل الحرارية الأولى في المشروع، واصفاً المرحلة الحالية بأنها ثورة تكنولوجية لا بد من استغلالها لتطويع الطاقة الشمسية ووضعها في خدمة البشرية عبر الأقاليم والقارات. وأشار الى قول غيرهارد كنيس رئيس مجلس الرقابة على «ديزرتيك» بان استغلال شمس الصحاري لمدة ست ساعات، يغطي حاجات البشر من الطاقة في سنة. وتحدث المصدر نفسه أيضاً عن الخلافات الدينية والثقافية، والتباين في مستوى التطوّر بين شعوب أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، واصفاً تلك الوقائع بأنها تفرض على «ديزرتيك» «ممارسة عملية إقناع شاقة. وأضاف أنه «سيكون على الدول الأوروبية إعادة النظر في وصفتها المتعلقة بمزيج الطاقة الذي تحتاج إليه حتى تنشأ قناعة لدى الطرف الآخر بأن المشروع الأوروبي العملاق لن يكون استعماراً من نوع حديث للدول النامية». وشدَّد تكتل «ديزيرتيك» على أهمية وعي ما سيخسره الجميع، في حال الامتناع عن المشاركة في عهد جديد من الطاقة. ولفت إلى أن المشروع يحسِّن أوضاع السكان في المنطقة ويجلب إليهم العمل وزيادة الدخل، إضافة إلى الكهرباء النظيفة أيضاً. وكذلك أوضح أن موازنة «ديزرتيك» التي تبلغ 400 بليون يورو ضخمة ولا شك، مع الاشارة إلى أن كلفة إنتاج الحجم ذاته من الطاقة الكهربائية بواسطة معامل الفحم الحجري أو الطاقة النووية أو الغاز، ليست أقل من ذلك. ولفت التكتل إلى أن المستثمرين في المشروع يحتاجون في البداية إلى دعم سياسي ومالي من الحكومات الأوروبية وحكومات المنطقة المعنية، يماثل الدعم الذي يحصل عليه المستثمرون في الطاقات المتجددة الأخرى مثل مشاريع إنتاح الكهرباء من الرياح. ورداً على تخصيص الحكومات الأوروبية بليوني يورو فقط خلال السنوات العشر المقبلة لتعزيز شبكات الأسلاك والكابلات الناقلة للكهرباء، قال المصدر المشار إليه آنفاً ان وسائط النقل المتطورة لكهرباء «ديزيرتيك» من شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا يكلف قرابة 50 بليون يورو.