بموازاة مشروع «ديزرتيك»، أطلق «البنك الدولي» أخيراً خطة لتمويل مشاريع لبناء معامل لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية، في خمس دول عربية بكلفة اجمالية تصل إلى 5.5 بلايين دولار. وتلك الدول هي الجزائر ومصر والأردن والمغرب وتونس. وأعلن الصندوق عينه أيضاً عن تخصيص 750 مليون دولار من ذلك المبلغ، لبناء 11 محطة كهربائية شمسية خلال السنوات الخمس المقبلة، يصل مجموع طاقتها إلى قرابة غيغاواط ساعة من الكهرباء، الأمر الذي يؤدي بحسب مصادر البنك إلى زيادة حجم الطاقة التي تنتجها محطات حرارية - شمسية مشابهة إلى ثلاثة أضعاف حجمها حاضراً. وتستخدم المحطات الأحدى عشرة التقنية ذاتها التي ستطبق في مشروع «ديزرتيك»، بمعنى أنها محطات توربينات حرارية تقليدية تحوِّل حرارة الشمس بصورة غير مباشرة إلى كهرباء. وتعتمد هذه الطريقة على تجميع أشعة الشمس في حزم مكثفة بواسطة آلاف المرايا التي ستزرع في مساحات واسعة في شمال أفريقيا. وتوجّه أشعة الشمس من تلك المرايا إلى أنابيب خاصة تحتوي ماء، سرعان ما يسخن فيصبح بخاراً مضغوطاً بحرارة 400 درجة مئوية. ويندفع تيار البخار الساخن ليُشغّل توربينات لإنتاج الكهرباء. وستخزَّن الحرارة الشمسية المكتسبة خلال النهار في حاويات ضخمة مملوءة بملح خاص يُذوَّب بفعل السخونة الشديدة لحفظ الحرارة، ثم يستخدم الملح في إنتاج البخار من الماء، وضخّه الى التوربينات لتوليد الحرارة ليلاً. ولا تزال هذه التقنية غير مربحة على المستوى الاقتصادي، ما يجعلها تعتمد على دعم حكومي. وقد تبيّن ذلك بالتجربة فعلياً في مشروع أوروبي يعتبر الأكبر من نوعه، ينفّذ في إسبانيا، قرب مدينة إشبيلية في منطقة الأندلس جنوب البلاد. وتشارك شركة «سيمنز» في المشروع الأوروبي الذي يعتبر نموذجاً مصغَّراً عن مشروع «ديزرتيك». ويمدّ المشروع الإسباني 200 ألف نسمة بالكهرباء في الوقت الراهن، مع توقّع وصول طاقته القصوى إلى 150 ميغاواط. ويتوقع خبراء «المركز الجوي - الفضائي الألماني» أن تصبح تقنية الطاقة الشمسية التي شُرحت آنفاً، أقل كلفة بعد عشر سنين. ويرى مسؤولون مغاربة ان «ديزرتيك» يمكن أن يقدم حلاً لاعتماد بلدهم على الطاقة المستوردة، خصوصاً أن المغرب يستورد 96 في المئة من حاجته إليها، وكذلك تدعم الحكومة أسعار المحروقات المستوردة لتمكين أصحاب الدخول المنخفضة من شرائها، الأمر الذي يشكِّل عبئاً كبيراً على خزينة الدولة. في هذا الإطار، أوضح مدير «مركز تنمية الطاقات المتجددة» في المغرب سعيد مولين، ان بلده يستهلك حالياً من الكهرباء أقلَّ من واحد في المئة مما تستهلكه أوروبا، معرباً عن أمله بتوليد طاقة تكفي للاستهلاك المحلي وللتصدير في المستقبل. وذكر أن مسؤولين أتمّوا أعمال التحديد التقريبي لمواقع المرايا الشمسية، مبيّناً أنها ستركَّب في مناطق قريبة من التجمعات السكنية إلى الشمال من الصحراء بهدف تأمين إمدادات المياه التي سيحتاج إليها المشروع من أجل تنظيف المرايا وتبريد المحركات وغير ذلك من الحاجات. وفي سياق متصل، أوضح وكيل الدولة التونسي عبدالعزيز الرساع المكلَّف رعاية شؤون الطاقة المتجددة، أن تونس تضع خططاً لإنتاج 550 ميغاواط ساعة من الطاقات المتجددة، وخصوصاً من الشمس والرياح. وفي ما شاركت شركة «سيفيتال» الجزائرية الخاصة في مشروع «ديزرتيك»، سارعت الحكومة الجزائرية إلى تشديد الشروط المفروضة على الاستثمارات في البلاد. وأوضحت أنها لن تتعاون مع المشروع الأوروبي إلا إذا سمح بعقد شراكة بينها وبين شركات أجنبية، يفتح الباب أمام نقل تكنولوجيا الطاقات المتجددة.