يمضي جامع الطوابع الأردني جليل طنّوس غالبية وقته في ترتيب مجموعاته والبحث عن كل ما هو نادر فيها. ويقول بفخر عن هوايته إن «جمع الطوابع هو هواية الملوك»، وهي الهواية التي بدأت تصارع الاندثار في الأردن نتيجة عزوف الشباب عنها، والتفاتهم إلى هوايات حديثة متعلقة بالتكنولوجيا الرقمية، إضافة إلى حوسبة البريد التي أفقدت الطابع قيمته ولم يعد شرطاً لإرسال الرسائل وإنجاز المعاملات الرسمية. ويدافع الأربعيني عن هوايته التي كبرت معه منذ الطفولة، ويستغرب عزوف الشباب عنها. ويضيف: « طوابع البريد تعطي هاويها إحساساً بأنه يمتلك العالم بماضيه وحاضره، تأخذ الناظر إليها برحلة في عمق التاريخ، وتجعله يعيش معها المناسبة التي صدرت فيها». وعلاوة على ذلك يرى طنّوس أن للطوابع دوراً تثقيفياً، خصوصاً عندما تحمل معالم وطبيعة ومناسبات من الدول الصادرة عنها. ويصف ما يملكه من مجموعات ب «الكنز»، ويكشف امتلاكه مجموعة جرش النادرة التي فازت بجائزة أجمل تصميم في معرض فلوريدا عام 1933، وتتضمن رسوماً لآثار المدينة الرومانية الواقعة في شمال الأردن. كما يمتلك مجموعة الاستقلال التي حملت للمرة الأولى اسم المملكة الأردنية الهاشمية وخريطتها، بعدما تحول الأردن من إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وينشط طنّوس في جمعية هواة جمع الطوابع والعملات الأردنية التي شغل فيها مرات عدة منصب أمين سر الجمعية التي يعود تأسيسها إلى العام 1979، والتي تشكل ملتقى لهواة جمع الطوابع الذين لا يتجاوز عددهم في الأردن الآن مئة شخص، وفق طنّوس الذي يقول: «من يموت من الهواة لا يأتي غيره». وتسعى الجمعية إلى تعزيز الهواية من خلال إقامة المعارض والمزادات والندوات العلمية والعملية المتخصصة بشكل دوري خصوصاً، إضافة إلى المساهمة في إقامة النشاطات في المدارس والجامعات، حتى يتعرف الطلاب على طوابع البريد. إضافة إلى متعة الهواية، يشير طنّوس إلى المردود المالي الذي توفره، فكثيرون يسعون للحصول على الطوابع النادرة، والتي يصل ثمنها إلى آلاف الدنانير في بعض الحالات. طوال مكوثه بين الطوابع البريدية، جعله يحترف تصميم الطوابع، ونال شرف تصميم طابع البريد الذي وثّق زيارة البابا فرانسيس الأول للأردن، ليقيم بعدها معرضاً هو الأول من نوعه على مستوى العالم عرض خلاله طوابع البريد التي صدرت تخليداً لرحلات الحج البابوي، وكل زيارات باباوات الفاتيكان الخارجية، ويعكف الآن على الإعداد لمعرض بعنوان «حقوق الإنسان» سيعرض خلاله طوابع من 114 دولة توثّق لحقوق الإنسان. ويعود تاريخ استخدام طابع البريد في الأردن إلى عام 1920، وهو تاريخ تأسيس «مركز البريد والبرق» في مدينة السلط، واستخدم في تلك الفترة طابع بريد ال «EEF» الذي قدمته بريطانيا للأردن، وبقي مستخدماً حتى العام 1927 تاريخ ظهور أول طابع بريد أردني خاص.