تعتبر هواية جمع الطوابع من أكثر الهوايات شعبية في العالم، لقد تم وصف الطوابع بأنها بطاقات دعوة عالمية, على اعتبار أنها تعكس تاريخ الأمم والشعوب، وتحكي عادات وتقاليد الشعوب المختلفة، بالإضافة إلى أن كثيرا من الطوابع تحمل صورا لمشاهير العالم، وتصور الأحداث التاريخية وتطور العلوم وفنون المعمار، حول هذا الموضوع كان لنا لقاء مع مجموعة من هواة الطوابع، وكان كالتالي: يقول الرئيس السابق للجمعية السعودية لهواة الطوابع في الرياض سالم الطويرقي : كانت بدايتي مع هواية جمع الطوابع عندما وجدت طابعا صدر من البريد يعبر عن استقبال الملك عبد العزيز عند عودته من القاهرة عام 1364ه ، وسعدت لأني اشتركت فيها واحتفظت به وبدأت الهواية تنمو معي، وأصبحت أشتري الطوابع من مصر، وما عزز موهبتي أنني أنشئت آنذاك جمعية لهواة الطوابع في مكةالمكرمة وكان القائمان عليها محمد المليباري وابراهيم الطمطم وسعا من أجل اعتمادها تحت رعاية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويتابع قائلا : عندما جئت للرياض «بدأت في تجميع الهواة وكانت صلتي قوية معهم حتى أنشأت جمعية فردية وكنا نجتمع في أحد فنادق بالرياض وعندما كثر العدد قدمت طلبا إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد لإنشاء جمعية للطوابع في الرياض ووافق على أن تكون تابعة لجمعية مكةالمكرمةوجدة، واستمرت الجمعية حتى الآن» ، ويقول أسمي هواة الطوابع عقلاء المجانين، لأنها هواية الثقافة، حيث توجد على الطوابع رسومات وصور الحيوانات في المنطقة التي يصدر منها الطابع وتشمل مختلف المناسبات للبلد الذي يصدر منه، فهي هواية تجمع كل ثقافات وتاريخ البلد السياسي الاجتماعي الثقافي والصناعي، والطوابع تحمل الصفة التعبيرية وهي مصممة تصميم عاليا وعليها رسومات جميلة لهواة الفنون، يقول الهاوي محمد همام سلام : ابتدأت الهواية بالطوابع مع طلاب المدارس والأولاد في الحارة من خلال مظروف يعلم كيفية جمع الطوابع وكنا نمارس الهواية بطريقة غير حرفية وسعيت لأن أتعرف على هواة حرفيين حتى أصقل الهواية وبدأت التعرف على جمعيات هواة الطوابع وظلت أراسل هواة الطوابع من خلالها»، ويضيف قوله : تنظمت هوايتي عندما انتظمت في جمعية هواة الطوابع السعودية عام 1392ه، ويقول : «هواة الطوابع في تناقص لعدم وجود دماء جديدة ولم تعد الهواية موجودة في المدارس والطلاب أصبحوا لا يتعاملون مع الطوابع بسبب ثقافة النت»، ومع ذلك مازال الأمل يحدوه في أن الهواية ستظل وتوجد لها مواقع على الانترنت وهناك مزادات الكترونية للطوابع. وحول ما إذا كانت هناك طوابع تهتم بالجانب الثقافي والأدبي يقول : « هناك طوابع تناولت أبا العلاء المعري صدرت في سوريا مجموعة طوابع للمتنبي وأبي العتاهية، وفي مصر صدرت طوابع لشخصيات أدبية وسياسية وفنية مرت بتاريخ مصر، فهناك طوابع لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وطه حسين، وهناك طوابع للعديد من المناسبات الثقافية كالرياض عاصمة الثقافة ولعواصم الثقافة العربية الأخرى، وهواية الطوابع - كما يقول - تحتاج إلى عمر نوح ومال قارون وصبر أيوب، ويقول الهاوي حسين باراس عن بدايته في الهواية : كانت عام 1401ه ، حيث بدأ في طفولته جمع الطوابع المختومة وبعد أن كبر بدأ يشتري طوابع غير مختومة من مصروفه، وهو يحاول أن يصل للطوابع التي صدرت ولم تخرج للسوق فهي الأغلى والنادرة كطوابع الغاز والطائرات، ويقول : «من خلال مشاركتي في معارض خليجيه وعربية أجد أن هناك تناقصا في أعداد هواة الطوابع والإقبال عليها ويرى أن هواية العملات والتحف نافست هواية الطوابع، ويضيف قوله : «أنا أستمتع بهذه الهواية فعندما افتح الدواليب وأتفرج على ألبومات الطوابع أسهر للفجر بسبب عشق هذه الهواية، ويضيف قائلا : أعمل دراسات عن الطوابع، فالهاوي المحترف كل سنة يقدم دراسة، وقد قدمت أربع دراسات شاركت بها في معارض خليجية وسعودية وكل سنة أشارك بدراسة، فعندي دراسات عن الكعبة والخفجي والغاز ، ولدي دراسة عن مصر والجزائر.