حضّ رجل الدين المتشدد أحمد جنتي امس، مجلس الشورى (البرلمان) على تأجيل «عزل» الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلى «وقت مناسب». وكان 77 نائباً قدموا لهيئة رئاسة البرلمان عريضة لمساءلة نجاد، في شأن انهيار سعر صرف الريال في مقابل الدولار، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد. لكن جنتي الذي يرأس مجلس صيانة الدستور، وهو عضو في مجلس خبراء القيادة، ذكّر النواب بوجوب الامتثال لأمر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، بإنهاء المسؤولين في السلطات الثلاث خلافاتهم لمواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية. ودعا في خطبة صلاة الجمعة إلى «تأجيل عزل الرئيس إلى وقت مناسب، أو مناقشة ذلك خلال جلسة خاصة لممثلين عن المجلس مع نجاد». وأضاف: «في الظروف الراهنة، تكمن أهم مسألة في البلاد في تبني استراتيجيات مناسبة لإحباط تلك التهديدات، إذ إن الأعداء يسعون إلى تركيع الشعب الإيراني». ووصل نجاد إلى هانوي امس، في أول زيارة رسمية إلى فيتنام لرئيس إيراني منذ 17 سنة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي يعمل في هانوي، أن نجاد يسعى إلى دعم ديبلوماسي واقتصادي، معتبراً أن زيارته «ليست في محلها»، إذ تواجه هانوي هواجسها الاقتصادية الخاصة. نجل رفسنجاني في غضون ذلك، أفادت وكالة «فارس»، بأن السلطات الإيرانية اتهمت مهدي هاشمي، نجل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، ب «التجسس ونقل معلومات حساسة إلى أجانب»، وب «إرباك النظام الاقتصادي» و «الفساد المالي أثناء إبرام عقود نفطية» خلال الولايتين الرئاستين لوالده (1989-1997). ونقلت الوكالة عن «مصدر مطلع»، أن مهدي هاشمي اتُّهم أيضاً بالعمل «ضد أمن البلاد» أثناء الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009. لكن محامي مهدي هاشمي، محمود علي زاده طبطابي، نقل عن موكله أن المعلومات عن اتهامه بالتجسس «غير صالحة». وأضاف: «التحقيق سري، ولسوء الحظ تحدثت وكالة وموقعان إخباريان عن اتهامات في حق مهدي الذي طلب رفع دعوى عليها». واعتُقل مهدي هاشمي في أيلول (سبتمبر) الماضي، لدى عودته إلى طهران آتياً من لندن، حيث عاش في السنوات الثلاث الماضية. وفي الشهر ذاته، بدأت فائزة هاشمي شقيقة مهدي هاشمي، تنفيذ حكماً بسجنها 6 أشهر، بعد إدانتها بنشر «دعاية ضد النظام». تزامن ذلك مع حملة إعلامية على عائلة رفسنجاني، إذ اتهم موقع «رجا نيوز» الأصولي، والذي يتحدث عن «دور رئيسي» لمهدي هاشمي خلال «فتنة» العام 2009، عائلة الرئيس السابق بمحاولة «فبركة» ادعاء أن مهدي هاشمي الذي أجرى فحوصاً لقلبه في مستشفى، يعاني من مشكلة في قلبه، وذلك ل «إيجاد ذريعة لوقف التحقيق معه وإطلاقه من دون إنهاء قضيته». وشنّ موقع «صراط نيوز» الأصولي هجوماً على فاطمة هاشمي، ابنة هاشمي رفسنجاني، بعد إعطائها مقابلة مع شبكة «رها تي في» التي اعتبرها الموقع «صهيونية»، إذ يملكها المعارض للنظام أمير حسين جهانشاهي. وأشار الموقع إلى رفسنجاني بوصفه «حجة الإسلام» لا آية الله، أي أنه خفّض رتبته الدينية. ستار بهشتي إلى ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة في إيران مير حسين موسوي، بأن المدوّن ستار بهشتي الذي توفي في سجن إيفين بعد أسبوع على اعتقاله، كان وجّه رسالة إلى رئيس السجن أشار فيها الى «تعرّضه لتعذيب» من «الشرطة الإلكترونية» (السابيرية). ونشر الموقع الرسالة التي كتبها بهشتي، قبل أخذه إلى آخر جلسة لاستجوابه، وورد فيها أنه اعتُقل من منزله «من دون أمر قضائي»، وتعرّض «خلال يومين من الاستجواب، لأشكال من الاعتداء والضرب، وإهانتي ووالدتي، إضافة إلى ركلي ولكمي على رأسي وجسمي». وأضافت: «استدعتني الشرطة السايبرية إلى استجواب مجدداً، وأريد أن أعلن أن أي شيء يحدث لي ستتحمّل مسؤوليته». وأشار إلى أن سجناء آخرين في الزنزانة التي احتُجز فيها، رأوا «علامات التعذيب على جسدي، وقدمت تقارير إلى الطبيب الشرعي مرتين، وأنا الآن أقدّم تقريري لكم، وأطلب منكم متابعة المسألة». في باريس، أعلن فنسان فلورياني مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية، أن بلاده تشعر ب «صدمة عميقة» لوفاة بهشتي، وحضّ السلطات الإيرانية على «كشف الحقيقة كاملة عن ملابساتها». وأشار إلى أن «فرنسا تعرب عن قلق بالغ إزاء التدهور المستمر لوضع حقوق الإنسان في إيران». أما «منظمة العفو الدولية»، فاعتبرت أن وفاة بهشتي بسبب التعذيب، «معقول جداً، نظراً إلى سجل إيران في الوفيات خلال الاحتجاز». وأشارت إلى أن بهشتي أعلن قبل يوم من توقيفه تلقيه تهديداً، ورد فيه: «وجَّهوا إليّ رسالة تفيد: أبلغ أمك أنها سترتدي السواد قريباً، لأنك لا تغلق فمك الكبير».