حذر زعيم جبهة الثقة الإصلاحية المعارضة مهدي كروبي الحكومة والنظام في إيران من مغبة استمرار التصريحات المتشددة للمسؤولين المحسوبين على حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، مشيرا إلى تصريحات رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي التي دعا فيها الأجهزة القضائية إلى عدم السماح لمعتقلي التيار الاصلاحي بالخروج المؤقت من السجن. ووصف كروبي ذلك الطلب بأنه ينم عن خلو قلوب هؤلاء المسؤولين من الرحمة. واتهم كروبي جنتي بأنه يستلم أوامره من الحرس الثوري وأجهزة الأمن ويقرؤها على الناس في صلاة الجمعة. وقال إن تصريحات جنتي وطلباته للقضاء تتناقض مع طلبات رجال الدين الذين طالبوا الحكومة بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين، وإن هذا التناقض يثبت للرأي العام أن شخصية جنتي تفتقر إلى الروحانية والإنسانية. وكشف كروبي ولأول مرة أن جنتي كان لديه ولد يدعى حسين سجن في سجون الشاه السابق بسبب انتمائه لمنظمة خلق الإيرانية وأن والدته طرقت كل الأبواب لكي يتم إطلاق سراحه. وأضاف مخاطبا جنتي "إن هؤلاء السجناء والمعتقلين هم أبناء أولئك الآباء الذين قضوا ردحا من الزمن في سجون وزنزانات الشاه والبعض منهم كان سجينا مع والده فكيف يتم التعامل معهم بهذه القسوة". وأشار كروبي إلى أن جنتي هو مسؤول لجنة الإشراف على الانتخابات وهي المهمة التي يستحق عليها محاكمته لأنه تسبب في أبعاد شخصيات وكوادر ثورية عن سدة الحكم "ورغم ذلك فهو يتدخل بسلطة القضاء". وكان جنتي طالب القضاء بإلقاء القبض على مهدي نجل هاشمي رفسنجاني بمجرد عودته من لندن في مطار طهران كما دعا القضاء إلى تشديد الخناق على معتقلي الإصلاحات. وقد تركت موافقة الزعيم علي خامنئي لطلب تقدم به رفسنجاني يقتضي وضع ملف ابنه مهدي بيد القضاء فقط وعدم السماح لدوائر الحرس وأجهزة الأمن بالتدخل ردود أفعال لدى الحرس الثوري الذي طالب عبر مسؤول قسمه السياسي العميد يد الله جواني بضرورة السماح للحرس والقضاء بمحاكمة هذا الرجل أسوة بالآخرين. من جهة أخرى، دافع رئيس حزب المؤتلفة الإسلامي-أكبر الأحزاب الأصولية في إيران-،حبيب الله عسكر أولادي، عن شخصية رفسنجاني. وقال "هناك بعض المتشددين يريدون سحب الجنسية الإيرانية من رفسنجاني بسبب موقفه من حكومة نجاد". وانتقد أولادي قيام مسؤولين في متحف الثورة بإزالة صورة لرفسنجاني أيام سجنه في سجون الشاه. وقال "إن لرفسنجاني دورا كبيرا في الثورة".