بعد ساعات على إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، ذكّرت إيران ب «الجرائم» التي ارتكبتها إدارته في حق شعبها، لكنها اعتبرت أن «التفاوض مع أميركا ليس محرماً»، مبدية استعدادها لحوار معها «في قعر جهنم، إذا اقتضت ذلك مصلحة النظام». وقال رئيس القضاء صادق لاريجاني: «قبل اربع سنوات وصل أوباما (إلى السلطة) مع شعار التغيير، وأكد انه يمد يده لإيران، لكنه سلك مساراً مختلفاً وفرض عقوبات تُعتبر سابقة. العلاقات مع الولاياتالمتحدة معقدة». وأضاف: «بعد كل هذه الضغوط والجرائم بحق الشعب الإيراني، مستحيل تطبيع العلاقات بين ليلة وضحاها. ليس للأميركيين أن يظنوا انهم سيتمكنون من نيل تنازلات من الشعب الإيراني، من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات». أما محمد جواد لاريجاني، شقيق صادق لاريجاني وسكرتير لجنة حقوق الإنسان في القضاء، فذكّر بأن «أصدقاء إصلاحيين الآن وراديكاليين مثاليين في بداية الثورة، كانوا يعتبرون التفاوض مع أميركا من المحرمات، ولكنهم تحوّلوا ليبراليين مثاليين». وأضاف: «خلال عهد (الرئيس السابق) هاشمي رفسنجاني، وُضعت خطة للتعامل مع أميركا». واعتبر لاريجاني الذي يُعدّ مستشاراً لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن «التفاوض مع أميركا ليس محرماً»، مضيفاً: «إذا اقتضت مصلحة النظام، ستجري إيران مفاوضات مع أميركا، حتى في قعر جهنم». لكنه شدد على أن أي قرار في هذا الصدد هو «من صلاحية المرشد، ويجب أن يندرج في إطار منطق سياسي». وزاد: «يجب أن تكون لدينا استراتيجية للتعامل مع العدو». وفاة ناشط على صعيد آخر، توفي الناشط الإيراني ستار بهشتي، بعد أسبوع على اعتقاله، بسبب تعذيبه في السجن. وأفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، بأن السلطات اتصلت الثلثاء بعائلة بهشتي (35 سنة)، وطلبت منها الذهاب إلى سجن إيفين لتسلّم جثته. وأضاف أن «شهوداً قالوا إن بهشتي تعرّض لضرب وتعذيب شديدين خلال استجوابه، وأمكن رؤية كدمات وعلامات تعذيب، على وجهه وجسده ورأسه». ونقل الموقع عن شقيقة بهشتي أن السلطات اتصلت بزوجها، وأبلغته ضرورة «إعداد» والدة الناشط لنبأ وفاته، مضيفة: «لا نعلم لماذا قتلوه، أو ما حدث معه. لكنه كان في وضع صحي جيد حين غادر المنزل، ولم يكن يأخذ حتى حبوب وجع الرأس». وأشارت إلى أن السلطات اعتبرت أن بهشتي «كان يعاني مشاكل في قلبه»، لافتة إلى أنها أبلغت عائلتها بضرورة الامتناع عن منح مقابلات مع أي شخص. وكان بهشتي، وهو المعيل الوحيد لعائلته، مدوناً وناشطاً على مواقع تواصل اجتماعي، مثل «فايسبوك»، واعتقلته الشرطة الإلكترونية (السابيرية) في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لاتهامه بتهديد الأمن القومي. وصادرت أجهزة الأمن جهاز الكومبيوتر الخاص ببهشتي، وملاحظات خطها بيده. على صعيد آخر، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن شركات الطيران الإيرانية رفعت سعر بطاقات السفر بنسبة 70 في المئة، فيما تعاني البلاد عقوبات غربية على قطاعي النفط والمصارف، بسبب البرنامج النووي لطهران. ونقلت الوكالة عن رئيس هيئة الطيران في إيران حميد رضا بهلواني إن الهيئة سمحت لشركات الطيران برفع التعرفة، لتعويض ارتفاع سعر الوقود. ورفع التعرفة هو الأضخم منذ تسعينات القرن العشرين. وأعلن المصرف المركزي الإيراني أن التضخم في البلاد بلغ 24.9 في المئة في تشرين الأول الماضي، بارتفاع نسبته 0.9 عن الشهر السابق. يأتي ذلك فيما خسر الريال الإيراني نحو نصف قيمته في مقابل الدولار، خلال أقل من أسبوع في تشرين الأول الماضي.