جملة من الاشتراطات والعقوبات التي شنتها فرق التفتيش التابعة لأمانة محافظة جدة على الكثير من المقاهي المنتشرة داخل أحياء المدينة وفي أطرافها، قوبلت بالترحيب من ملاك هذه المقاهي لكن بامتعاض شديد، بيد أن مطالبات جديدة فرضتها فرق التفتيش على العاملين داخل المقاهي بضرورة تقديم المعسل طازجاً، كان بمثابة الصدمة لمصنعي الخلطات داخل هذه المقاهي. ولم يتوقع ملاك المقاهي أن يصل بهم الضغط إلى هذا الحد، معتبرين ذلك نوعاً من «التحجير» والرغبة في فرض العقوبات، فلو كان مخترع «النرجيلة» الطبيب الهندي حكيم عبدالفتح يدرك أن مساعيه في اختراع وسيلة للتدخين سينتهي بها المطاف إلى أن تقدم عبر اشتراطات، لربما كان حائراً اليوم بين الفخر والندم على هذا الاختراع الذي يتنفسه الملايين بغية تعديل الحال المزاجية. المطالبات التي أوصت أصحاب المقاهي بإغلاق محالهم بسبب القرار الأخير يعتبر أمراً طبيعياً لدى كثير منهم، وبخاصة تلك المقاهي التي تتخذ من بعض الأحياء مقراً لها وتزعج في كثير من الأحيان جيرانها بسبب الروائح التي تصدرها. كما لم يستغرب البعض من تجول فرق تفتيش الأمانة بين تلك المقاهي لمتابعة سير العمل داخلها، ومستويات النظافة، والتزام عامليها بالشروط الصحية اللازمة، التي يؤدي الإخلال بها في بعض الأحيان لإغلاقها وتغريم أصحابها، لكن الغريب في القصة أن يصل مستوى الاشتراطات والتعليمات إلى درجة أن يطلب من عمال «الشيشة» عدم تقديم المعسل أو الخلطة الخاصة بهم «مبيّتة»، بمعنى أن على عمال المقاهي إعداد وعاء التبغ وتجهيزه فور طلبه من الزبون ليقدم «طازجاً». وأبدى أبو عبدالعزيز، صاحب أحد المقاهي في جدة، استغرابه من التشديد على سلامة معدات المعسل من المفتشين، في حين أن هناك ما هو أهم منها مثل المطابخ والأواني المستخدمة لتقديم الأكل وحافظات الطعام، بينما أوضح أحد المفتشين لأبي عبدالعزيز أن إهمال الأمر يؤدي إلى الإصابة بداء «السل»، جراء تلوث معدات الشيشة والنكهات وإهمالها في بعض المقاهي.