كان يوم امس في سورية من اكثر الايام عنفاً في المواجهات الدائرة بين قوات النظام والمعارضة. فقد وسع الطيران الحربي غاراته على مختلف المناطق وخصوصاً على تلك التي اصبحت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في محافظات الشمال السوري وصولاً الى دمشق. فيما اعلنت المعارضة مسؤوليتها عن تفجير في حي المزة المعروف بموالاته للنظام وقالت انه استهدف اجتماعاً امنياً، كما استهدف هجوم انتحاري موقعا لقوات النظام في محافظة حماة سقط فيه نحو 50 جنديا. وفيما يتواصل القتال داخل سورية تجتمع الامانة العامة الموسعة الجديدة ل «المجلس الوطني السوري» صباح اليوم في الدوحة بحضور اعضائها ال 400 وذلك بعد توسيع المجلس وانضمام 16 تنظيماً جديداً و24 تشكيلاً ومجلساً ثورياً ومحلياً من داخل سورية. وستناقش جلسات اليوم تقرير العمل الداخلي للمجلس وتقرير مكتب العلاقات الخارجية الذي يتوقع ان يشهد مناقشات ساخنة في ظل التطورات الجديدة، ومنها الاعلان عن «اللقاء التشاوري لقوى المعارضة السورية» بعد غد الخميس في الدوحة والذي يراد منه توحيد مختلف اطياف المعارضة والخروج بحكومة منفى. وذكرت مصادر في «المجلس الوطني» ان جلسة خاصة ستعقد مساء اليوم لمناقشة المبادرة الجديدة التي قدمها رياض سيف واتخاذ موقف رسمي منها. وينتظر ان ينتخب المجلس اليوم أعضاء الأمانة العامة والمكتب التنفيذي ورئيس الهيئة الموسعة ورئيس جديد للمجلس الوطني. ورجحت بعض المصادر اختيار شخصية شابة لرئاسة المجلس. من جهة اخرى، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاطراف «المؤثرة» على المعارضة السورية بتشجيعها على مواصلة القتال بدلاً من دفعها الى الجلوس الى مائدة المفاوضات. وأعرب عن اعتقاده بأن الذين يؤثرون على المعارضة لا بد أن يبذلوا جهدهم لتطبيق الاعلان الذي تم التوصل اليه في جنيف وتوحيد المعارضة للجلوس الى مائدة التفاوض مع الحكومة السورية لمناقشة مواعيد وجوانب المرحلة الانتقالية. وعلى الصعيد الامني، كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مناطق في شمال سورية تسيطر عليها المعارضة. ووصف مقاتلون هذه الغارات بانها كانت الاسوأ منذ اسبوع. فقد شن الطيران غارة على بلدة حارم في ريف ادلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرين مقاتلا من المعارضة على الاقل قتلوا في هذه الغارة. وذكر ان من بين المقاتلين المعارضين الذين قضوا «قائد لواء شهداء إدلب وقائد سرية في اللواء». وعمد المقاتلون بعد الغارة الى قصف حي الطارمة في بلدة حارم، وهو معقل لقوات النظام والمسلحين الموالين لها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان قصف الطيران الحربي على حارم تسبب بتدمير اكثر من عشرين منزلا، وان «العديد من الجثث لا تزال تحت الأنقاض». كذلك شن الطيران الحربي غارة على بلدة كفرنبل في ادلب قتل فيها 14 شخصا على الاقل وذكرت الهيئة العامة للثورة ان العديد من المنازل تهدمت جراء القصف وان بعض الجثث تفحمت، وان هناك ستة قتلى من النازحين من مدينة معرة النعمان. وفي شريط فيديو حول الغارة التقطه ناشطون ونشر على شبكة الانترنت يبدو الدمار الكبير في شارع تحترق فيه سيارات بينما ينادي اناس على اشخاص آخرين. وتعرضت مدينة معرة النعمان التي استولت عليها المعارضة في 9 تشرين الاول (اكتوبر) للقصف بالطيران. فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المعارضون، ومعسكر الحامدية. وفي مدينة حلب، وقعت اشتباكات في عدد من الاحياء بينما تعرضت احياء اخرى للقصف. واشار المرصد السوري الى حريق في محيط مبنى فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب حلب) الذي شهد اشتباكات عنيفة. ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» عن مصدر في منظمة الهلال الاحمر العربي السوري في حلب ان مستودع المنظمة الرئيسي في المدينة والمجاور لفرع المخابرات الجوية «احترق بالكامل». وقال صيدلي في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء ان الاشتباكات هي «الاقوى» منذ بدء المعارك في المنطقة. وفي جنوبدمشق، قصفت الطائرات والمدفعية معاقل مقاتلي المعارضة. وقال ديبلوماسي غربي إن الهجوم في دمشق يمثل تصعيدا كبيرا في الحملة التي تقوم بها قوات الرئيس بشار الأسد للقضاء على المعارضة في المناطق السنية بالعاصمة. وقال شهود عيان إن المدفعية المنتشرة فوق جبل قاسيون المطل على دمشق قصفت الأحياء الجنوبية وأطلقت الطائرات الحربية بعض الصواريخ كما شاركت دبابات في الهجوم. وقتل 11 شخصاً على الاقل وأصيب 30 آخرون في تفجير سيارة ملغومة في حي المزة في دمشق في المنطقة التي تعرف باسم «المزة 86» التي يسكنها كثيرون من الموالين للحكومة. واعلن تنظيم «سيف الشام» مسؤوليته عن هذا الانفجار وقال انه استهدف اجتماعاً امنياً لقادة الجيش والشرطة وعناصر ميليشيا موالية للنظام. وقال المرصد السوري إن هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة نفذه مقاتل من «جبهة النصرة» استهدف مركزا للتنمية الريفية في سهل الغاب بمحافظة حماة وأسفر عن مقتل 50 فردا على الأقل من قوات النظام. ووصف الهجوم بانه احد اشد الهجمات المنفردة فتكا بقوات النظام.