عبر الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لإحلال السلام في سوريا أمس عن أسفه لعدم تحقيق الهدنة التي رعتها المنظمة الدولية في سوريا نجاحًا أكبر لكنه قال إنه لن يجعل هذا يثنيه عن عزمه على مواصلة جهوده لإقرار السلام. وقال الإبراهيمي بعد محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو إن الاممالمتحدة ليس لديها خطط فورية لإرسال قوات لحفظ السلام إلى سوريا في الوقت الحالي. من جهته قال لافروف إن بلاده ستصر على عودة بعثة المراقبين العسكريين إلى سورية في حال وقف العنف هناك، وسمع دوي غارات جوية تشنها طائرات حربية على ريف العاصمة، هو الأقوى منذ بدء النزاع في سوريا، وتأتي هذه الأحداث في اليوم الأخير أمس من هدنة عيد الأضحى التي تبادل طرفا النزاع الاتهامات بخرقها، وغداة سقوط 134 شخصًا في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهتها ردت المدفعية التركية بعد سقوط قذيفة سورية على أراضي تركيا بدون أن يسفر ذلك عن إصابات كما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وسقطت القذيفة السورية قرب قرية بيساسلان التركية في المنطقة الحدودية جنوب محافظة هاتاي فيما كانت تدور معارك في مدينة حارم السورية بين مسلحي المعارضة وقوات النظام السوري، كما أوضحت الوكالة. إلى ذلك قال المرصد السوري إن الطائرات الحربية استهدفت مدينة حرستا والبساتين المجاورة لها بثماني غارات خلال ساعة ونصف ساعة، طاولت تحديدًا «المزارع بين بلدتي عربين وزملكا ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي برزة وعلى مدينة حرستا»، مشيرًا إلى سماع دوي الانفجارات «في الغوطة الشرقية وعدة أحياء في دمشق». كما استهدفت الغارات بلدة رنكوس في منطقة القلمون بريف دمشق، بحسب المرصد. وفي مناطق أخرى من ريف العاصمة، أفاد المرصد عن مقتل ثلاثة أشخاص من جراء قصف وإطلاق نار في مدينة دوما. وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة أشهر، دارت اشتباكات عنيفة في محيط دوار الليرمون (شمال غرب) بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد الذي أفاد عن اشتباكات متقطعة في حيي الحمدانية (جنوب غرب) وسليمان الحلبي (وسط). وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تشن الطائرات الحربية غارات على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد. كذلك قتل خمسة عناصر من القوات النظامية «اثر الاشتباكات العنيفة المستمرة في محيط معسكر وادي الضيف مع مقاتلين من جبهة النصرة ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة»، بحسب المرصد. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ فترة اقتحام هذا المعسكر المحاصر، وهو الاكبر في المنطقة، بعدما سيطروا على معرة النعمان، وجزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب، ممّا سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية. وفي محافظة حمص (وسط)، يتعرض حي دير بعلبة بمدينة حمص للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامه والسيطرة عليه، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط مقاتل معارض جراء اشتباكات في المزارع المحيطة بالحي. وفي دير الزور (شرق)، شنت الطائرات الحربية غارة على منطقة الكتف بمدينة البوكمال، في حين استهدف حي الجبيلة بغارات جوية تزامنا مع اشتباكات عنيفة فيه، بحسب المرصد. وأدت أعمال العنف الأحد إلى سقوط 51 مدنيًّا، و48 مقاتلاً معارضًا، و35 جنديًّا نظاميًّا، بحسب المرصد الذي أحصى سقوط أكثر من 35 ألف شخص في النزاع المستمر منذ أكثر من 19 شهرًا.