شيّع أمس نقيب المهندسين السابق عاصم علي سلام في مأتم مهيب، في حضور ممثل رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي وزير الإعلام وليد الداعوق الذي وضع على نعش الفقيد باسم رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديراً لخدماته. كذلك حضر ممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب عماد الحوت، وممثل الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري النائب محمد قباني. وحضر التشييع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط على رأس وفد كبير من الطائفة الدرزية، والوزير غازي العريضي، وممثل المفتي محمد رشيد قباني القاضي الشيخ احمد درويش الكردي وشخصيات. وبعد إقامة صلاة الجنازة في جامع الخاشقجي، تقبل نجل الراحل علي وأفراد العائلة التعازي، ثم ووري الفقيد الثرى في مدافن الاوزاعي. الى ذلك، خصص جنبلاط موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» للحديث عن سلام، وقال: «برحيله، نفتقد تاريخاً وتراثاً وحداثةً وفكراً وأخلاقاً وأحلاماً وذاكرةً عربيّة وإسلاميّة لا تعوّض، وكان دائماً يحلق دائماً فوق التفاهات المعهودة للسياسة اللبنانية والعربية». وزاد: «آمن عاصم سلام بأن لا عروبة بلا إسلام، ليس على طريقة ما يبشر به البعض من عنف وتطرف، ورفض في أوج التوتر الانزلاق نحو المذهبية أو الطائفية، آمن دائماً بأن جريمة الغرب بحق العرب والمسلمين لا تُغتفر، حين قام الغرب بإنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية والاسلامية، وكان بهذه الطريقة يختصرُ كل المسافات والصراعات لأن رفع الظلم عن العرب والمسلمين في فلسطين كان بالنسبة إليه أولوية». وزاد: «في آخر لقاء معه، تحدثنا عن حلب التي تحترق بفضل النظام والمجموعات المسلحة، حلب التراث الذي لن يعود، مثل بيروت التراث الذي لن يعود، وقد حاول عاصم سلام حمايته من حيتان المال والعقارات الذين يتساوون في بطشهم مع بطش الأنظمة والمسلحين. هذا غيضٌ من فيض في ذكراك يا عاصم سلام».