رحل أمس النقيب السابق للمهندسين اللبنانيين عاصم سلام، ابن شقيق الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الراحل صائب سلام، عن عمر ناهز 88 عاماً، تاركاً وراءه سجلاً حافلاً بالمواقف السياسية الجريئة ونشاطاً امتد على مدى سنوات عمره في المجتمع المدني وهيئاته دفاعاً عن الديموقراطية والحريات العامة في لبنان ومحيطه. وسلام المولود في بيروت عام 1924 وله شقيقان هما الراحلان سعود وسليم، ابن عائلة سياسية لبنانية عريقة، وهو وإن لم يخض غمار السياسة ترشحاً، جعلته مواقفه حاضراً قوياً في الحياة السياسية في مختلف مراحلها، فكانت تربطه علاقات صداقة بعدد كبير من السياسيين اللبنانيين، وأبرزهم رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط. وكان سلام حاضراً قوياً في تيارات المجتمع المدني وهيئاته، فشارك عام 2006 في التوقيع على إعلان بيروت - دمشق الذي وضع أسساً للعلاقات اللبنانية - السورية وطالب بالحريات في سورية وبإطلاق السجناء السوريين ومعتقلي الرأي في سورية، كما شارك في إطلاق المركز المدني للمبادرة الوطنية برئاسة الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني. وشغل سلام مناصب: نقيب المهندسين اللبنانيين ورئيس هيئة المعماريين العرب، عضو في مجلس أمناء دار العجزة الإسلامية، عضو مجلس التصميم الأعلى - وزارة التصميم، عضو المجلس الأعلى للتنظيم المدني، عضو مجلس الإنماء والإعمار، نائب رئيس لجنة توسيع مرفأ بيروت وعضو اللجنة الرباعية لإعادة إعمار الوسط التجاري لمدينة بيروت. يذكر أن سلام درس الهندسة المعمارية في جامعة كمبردج - إنكلترا وتخرج فيها عام 1950. ومارس الهندسة في لبنان، وتنوعت المشاريع التي صممها لتشمل أبنية للقطاعين العام والخاص. وحاز وساماً ذهبياً من جمعية دانتي أليغيري - إيطاليا 1971، ووسام الاستحقاق الرسمي برتبة كومندور من الجمهورية الإيطالية 1999. ويصلى على جثمان سلام اليوم الإثنين في مسجد الخاشقجي في بيروت بعد صلاة الظهر، يدفن بعد ذلك في مقابر الإمام الاوزاعي. وتقبل التعازي في منزل الرئيس السابق سلام في المصيطبة قبل الدفن وبعده، وفي اليومين التاليين للدفن من الثالثة عصراً حتى السابعة مساء.