بدا أن رؤوس الأموال السعودية ستكون على موعد مع بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012)، التي ستقام بالمشاركة في كل من بولندا وأوكرانيا، حيث يزور وفد من رجال الأعمال السعوديين العاصمة البولندية (وارسو)، لمناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة، استعداداً ل«يورو 2012». فبعيداً عن منافسات النقل التلفزيوني وصفقات اللاعبين وشراء الأندية، ذكرت مصادر صحافية بولندية أن وفداً سعودياً من مجلس الغرف السعودية، التقى وزير الرياضة البولندي ميروسلاو دريزوسكي، وممثلين عن الشركة المشرفة والمتابعة للتحضيرات من الجانب البولندي. وأبدى الوفد الذي ترأسه رئيس مجلس الأعمال السعودية - البولندية المهندس يوسف جبري العويمر، اهتمامه بالمشاركة في أعمال التجهيزات والبنية التحتية التي تعكف على إنجازها بولندا، استعداداً للبطولة الكروية المقبلة، بشرط أن تضمن هذه الشراكات الاقتصادية أرباحاً، بحسب المصادر البولندية. وقال المهندس العويمر، متحدثاً بالنيابة عن أعضاء الوفد السعودي: «المستثمرون مهتمون بالعوائد، ونحن من جانبنا مستعدون وقادرون على الاستثمار هنا كأي مكان آخر». من جانبه، أبدى الجانب البولندي رغبته في تحفيز رؤوس الأموال السعودية على الاستثمار في مجال البنية التحتية للفنادق، محاولاً استرعاء انتباههم وجذبهم نحو المنطقة المحيطة بالاستاد الوطني، الذي يُبنى حالياً في العاصمة وارسو. وتمنى وزير الرياضة البولندي دريزوسكي أن تسفر عملية البحث عن مستثمرين شرق أوسطيين عن نتائج ملموسة خلال زيارة وزير الخارجية البولندي دونالد توسك للسعودية خلال الفترة المقبلة. وزار وفد رجال الأعمال السعوديين بولندا نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي، وتنقل أعضاء الوفد بين العاصمة (وارسو) شمالاً نحو مدينة جدانسك، وانتهاء بالغرب البولندي في مدينة بوزنان، حيث ناقش الوفد العروض الاستثمارية المرتبطة بالبطولة الكروية الأممية. وتأتي الزيارة السعودية بعد دعوة وجهها السفير البولندي لدى السعودية آدام كوالك لرجال الأعمال السعوديين في لقاء جمع الطرفين في الخبر في ايار (مايو) الماضي، وتضمنت الدعوة إلى البناء في مجال الفنادق في 6 مدن بولندية. وعلى رغم أن قطاع أعمال البنية التحتية في بولندا مستمرٌ في العمل المتواصل، تقوده أعمال الاستعدادات ل«يورو 2012»، إلا أن تقريراً صدر اخيراً للربع الثالث من 2009 توقع تقلصاً بنسبة 3.52 في المئة في أعمال هذا القطاع، لتصل إلى حوالى 66.32 بليون دولار. ويُعد قطاع النقل الأكثر حركة وحيوية بين قطاعات البنى التحتية، وتبرز فيه مشاريع الطرق الرئيسية الذي يربط أحدها غرب بولندا بشرقها من جانب، وطريق رئيسي آخر يربط شمال بولندا بجنوبه من جانب آخر، تُضاف إليها أعمال التوسعة في مترو وارسو. ويأتي قطاع الخدمات ثانياً بعد قطاع النقل، على رغم الأنشطة المحدودة في هذا القطاع. الاتحاد الأوروبي لكرة القدم برئاسة ميشيل بلاتيني أبدى إعجابه بالأعمال التحضيرية البولندية مقارنة بنظيرتها الأوكرانية. وقال بلاتيني في زيارة له لبولندا في نيسان (أبريل) الماضي: «اليوم الأعمال تسير بشكل جيد. هناك عمل جيد أُنجز، وكل شيء يسير بحسب ما هو مخطط، وهذا ما يمنحنا الثقة». وعلى رغم كل الثقة البلاتينية ببولندا، إلا أن قلقاً برز في مجال البنية التحتية للفنادق، التي ستستقبل الوفود والجماهير، إضافة إلى مشكلة إدارة التقلص في مجال الأعمال، التي تعاني منها كل من بولندا وأوكرانيا على حد سواء. يُذكر أن بولندا عانت في عام 2007 مشكلات في توفير العمالة البولندية من الرجال في مجال البناء، نتيجة للسفر إلى المملكة المتحدة والعمل هناك، بأرقام تجاوزت مليون عامل في بعض الإحصاءات، ما اضطر السلطات البولندية للاستعاضة بالنساء العاطلات عن العمل، بعد تدريبهن لتغطية النقص الحاصل في عدد العمالة الرجالية في مجال البناء.