«ياعم فيها بركة مكة، انسى إنها تخرب» عبارة تسويقية اشتهرت بين بائعي البسطات المنتشرين داخل المشاعر المقدسة، وهي بمثابة كلمة السر التي يستغلها أصحاب البسطات المخالفة بغية خداع ضيوف الرحمن القادمين من الخارج، إذ يعتقد بعض الحجاج أن أي شيء يوجد داخل مكة تصيبه بركتها، الأمر الذي دفع البائعين إلى استغلال أصحاب هذا المنطق لترويج بضاعتهم. هذه العبارة التسويقية، مكنت أبا فراس، صاحب إحدى البسطات، من بيع خمس طواق على أحد الحجاج من الجنسية السودانية، الذي أقنعته هذه العبارة ما جعله يشتري الطواقي له ولأقاربه في السودان، وبلغت كلفة الطاقية الواحدة 30 ريالاً. الحاج السوداني أغرته هذه ال «بركة»، فلم يكتف بشراء الطواقي إنما عمد لشراء خمس قطع من القماش لإهدائها إلى أسرته، وبلغ سعر قطعة القماش الواحدة 50 ريالاً، ولم يكن الحاج السوداني هو الوحيد الذي خُدع من قبل أصحاب البسطات المخالفة إنما شمل ذلك الكثير من الحجاج. وقال الحاج السوداني أحمد محمد إن سبب اقتناعه بهذه العبارة، أن «مكة طيبة، وكل ما فيها طيب، فهي البقعة التي يتجه إليها المسلمون في كل عام». وهنا يكشف أبو فراس ل «الحياة» عن سبب اختياره لهذه العبارة، وقال: «إنني أعتبر أن موسم الحج هو موسمي الربحي، لأن بعض الحجاج الأجانب يعتقد أن ما يوجد في مكة مبارك بسببها، كما أن هذه الجملة تجعل البعض يشتري البضاعة بأضعاف رأسمالها الذي اشتريته به». ويتحدث أبو فراس (50 عاماً) عن زملائه في المهنة نفسها، قائلاً: «كل منا له طريقته الخاصة في عملية البيع والشراء، ولكن العبارة المستخدمة واحدة، غير أن البضاعة تتحكم في الطريقة التي يجب أن يتخذها البائع في إقناع العميل». ويبرر البائع أبو فراس حالة بسطته المخالفة، رامياً اللوم على أمانة العاصمة المقدسة التي وضعت تسعيرة عالية للراغبين في الحصول على ترخيص للبسطة النظامية، وقال: «تلزمنا الأمانة بدفع خمسة آلاف ريال، مما يضطرنا إلى طريقة البسطات المخالفة».