من الظواهر الغريبة في المدينةالمنورة عدم اقتصار البيع والشراء على أصحاب البسطات من أهالي المدينةالمنورة بل يشاركهم في ذلك زوار المسجد النبوي الشريف ممن قدموا لزيارته وحملوا معهم بعضا من منتجات أوطانهم لبيعها على أهالي طيبة الطيبة وزوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي شارع قربان تكتظ الأرصفة بالباعة والطهاة ممن يعملون على بيع بعض الوجبات التي تشتهر بها بلدانهم إذ يعملون على الطهي والبيع على أرصفة الشارع غير مطبقين لوسائل السلامة أو صحة البيئة، وعلى الجانب الآخر تجلس إحدى ضيفات الرحمن حيث تعرض بضائع أحضرتها معها من بلدها عبارة عن أغطية للرأس وحقائب نسائية، فيما تجاورها مخالفة لنظام الإقامة والعمل تبيع أغطية نسائية مخصصة للصلاة. وتحت أحد الجسور التقت «عكاظ» بصبيين يبيعان الشاي على زوار المسجد النبوي، وأوضح الصبي الأكبر أحمد أنه يبيع الشاي على مرتادي المسجد النبوي بمعاونة شقيقه عبدالله، مؤكدا أن صغر سنهما والمحافظة على نظافة البسطة الموكلة إلى أخيه تزيد من نسبة الإقبال على كأس الشاي الذي يعده أحمد. فيما قالت أم خالد إن العمل في البسطات يعد عبئا إضافيا عليها وتجتهد فيه من خلال جلب بعض الأشياء لبيعها على زوار المسجد النبوي والتي تحمل رموزا للمدينة المنورة ويقبل عليها الحجاج من أجل التزود بها وشرائها والتي في الغالب لا تتعدى قيمة القطعة الواحدة منها الخمسة ريالات. من جهتها، تتنوع بضائع الحجاج بين الملابس على اختلاف أنواعها والأدوات والأواني المنزلية والمفارش وألعاب الأطفال إضافة إلى بيع أنواع من العسل والسمن ويشتهر بذلك الروس والأتراك والصينيون. وتشهد أسواق الحجاج المؤقتة إقبالا كبيرا من الحجاج من مختلف الجنسيات إضافة إلى أهالي مكةالمكرمة والذين يحرصون على شراء بعض منها، وأوضح عدد منهم أنهم يجلبون البضائع معهم أثناء قدومهم لأداء فريضة الحج، مشيرين إلى أن المكاسب التي يجنونها من بيع هذه البضائع بالكاد تكفي تكلفة رحلة الحج. فيما علق المتحدث الإعلامي بأمانة منطقة المدينةالمنورة علي العلوي أن فرق الأمانة تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة الباعة الجائلين وضبط المخالفين وتمنع بيع المأكولات والمشروبات بمثل هذه الطريقة وعند الإمساك بالمخالفين يتم تطبيق الإجراءات المتبعة عليهم حسب لائحة البساطين.