ما إن تصل بعثات الحجاج القادمين عن طريق مطار الملك عبدالعزيز وميناء جدة الإسلامي حتى يتوجه معظمهم إلى الأسواق الشعبية في منطقة البلد، يتزودون لرحلتهم للمشاعر المقدسة بما يناسبها من مسلتزمات، حيث تحتل المصاحف وسجادات الصلاة والسبح المستلزمات الأكثر مبيعاً. وتشهد أسواق منطقة البلد الشعبية، مثل سوق الجامع، والبدو، وباب مكة، والعلوي، وقابل، والندى، والخاصكية، وشارع فيصل.. وغيرها؛ إقبالا كبيرا من الحجاج، مما ساهم في انتعاش الحركة الشرائية. "الوطن" تجولت في تلك الأسواق والتقت عددًا من العاملين فيها، حيث أكدوا أن أسواقهم تشهد انتعاشاً كبيراً خلال هذه الأيام، وقال أحمد باطهف "بائع" إن موسم الحج يعتبر من أهم المواسم التي تنعش أسواق البلد، موضحا أن الحجاج القادمين إلى جدة يقومون بزيارة هذه الأسواق باعتبارها تحتوى على المستلزمات التي يحتاجونها أثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة، ومنها المصاحف بكافة اللغات، مشيراً إلى أن عدد المصاحف التي تم بيعها منذ بداية ذي الحجة وصلت لنحو 30 ألف مصحف، مبيناً أن سعر المصحف يتراوح ما بين 40 - 600 ريال. وأضاف باطهف أن بعض الحجاج يفضل شراء السجادات المرتفعة الثمن للاحتفاظ بها كتذكار بعد عودتهم من رحلة الحج، مشيرا إلى أن أسعار السجاد حسب النوعية فمنها ما يتجاوز ال 300 ريال، خاصة المصنوعة في أندونيسيا، والمطرزة بخيوط الحريرالأصلي، وهناك الرخيصة من 30-80- ريالا، مبيناً أن أكثر الحجاج إقبالا على شراء السجاد هم الحجاج المصريون ويليهم حجاج شرق آسيا. أما الشاب السعودي سمير الأهدل، الذي كان يقف على بسطة لبيع الطواقي الرجالية وحوله مجموعة من الحجاج، فأشار إلى أنه اعتاد في مواسم الحج على الاستفادة من البيع لزيادة دخلة، وقال "أقوم بشراء كميات من الطواقي الرجالية التي تقوم بصناعتها سيدات داخل منازلهن لأبيعها على الحجاج" مؤكداً أن الحجاج السودانيين يفضلون شراء الطواقي الرجالية المطرزة للبسها في عيد الأضحي. وبين الأهدل أن مبيعاته في اليوم الواحد تتجاوز ال30 طاقية بأسعار تتراوح بين 40 - 70 ريالا للمطرزة، و10 ريالات للأخرى، مؤكداً أن موسم الحج ينعش حركة البيع عن مواسم السنة بما يعادل 80%، وقال "نجد الارتياح والابتهاج في ملامح الحجاج القادمين لأداء مناسك الحج داخل الأسواق الشعبية وهم يتجولون فيها لشراء مايحتاجون قبل التوجه للمشاعر المقدسة". أبو سعيد العمودي، بائع السبح المعروف في منطقة البلد في باب شريف، لم يخفِ ما تحفل به السبح الإلكترونية من إقبال إزاء تلك السبح التقليدية، إلا أنه أكد على أن معظم الحجاج يفضلون السبح التقليدية وحرصهم على شراء كميات منها كهدايا، مبيناً أنها تتنوع بين الكهرمان، والعاج، والكوك، واليسر، والزيتون، مشيرا إلى أن الحجاج الإيرانيين والعمانيين والإماراتيين يبحثون عادة عن السبح المصنوعة من أحجارالزفير والزمرد والعقيق اليماني، فيما يفضل الحجاج السعوديون واليمنيون السبح المعطرة بالعنبر والعود والفل والورد.