علمت «الحياة» أن السلطات الأمنية في مصر وجّهت اتهاماً إلى ضابط شاب استقال من الجيش قبل شهر لقيادة «خلية مدينة نصر» الإرهابية التي أشارت التحقيقات إلى صلة أعضاء فيها بالهجوم الذي نفّذه مسلحون على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي حيث قُتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وجاء كشف «الخلية الإرهابية» في مصر، التي أفيد أنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في وقت صعّد زعيم التنظيم أيمن الظواهري حملته على نظام الحكم الجديد في مصر، داعياً «جميع الناس الشرفاء» إلى «حملة شعبية من أجل إنجاز الثورة التي أجهضت». وبعدما أكد أن «المعركة لم تنته لكنها بدأت»، قال إن «على الأمة الإسلامية في مصر خوض معركتها حتى النهاية لنصرة الشريعة الإسلامية». ووجه تساؤلات إلى الرئيس «الإخواني» محمد مرسي حول نياته تجاه إسرائيل، والأقباط المصريين، وآلية تطبيق الشريعة. واعتبر القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» علي عبدالفتاح أن حديث الظواهري هدفه البروز الإعلامي، وقال ل «الحياة» إن «كلامه مردود عليه، فالإنجازات التي حققها مرسي أكبر بكثير من المتوقع، ويكفي أنه خلّص مصر من حكم العسكر». وأضاف: «نسعى إلى تغيير مجتمعي متدرج، وبقاء واستقرار رئيس مدني منتخب أولى من هذا التحريض الذي يمارسه الظواهري وأنصاره». وقال القيادي في «الجماعة الإسلامية» طارق الزمر إن الجماعة ترى أن الثورة لم تكتمل بعد «لكن علينا أن نساعد الرئيس المنتخب في استكمال الثورة». وبخصوص حديث الظواهري عن الشريعة الإسلامية، قال الزمر: «دورنا أننا انتخبنا رئيساً نثق في تطبيقه للشريعة وعلينا أن نعاونه بالنصح والمشورة، لكن يجب أن نعلم أن الشريعة لا تُطبّق في شهر أو اثنين ولا حتى سنة». وعلى صعيد التحقيقات في «الخلية الإرهابية» التي كُشفت هذا الأسبوع في مدينة نصر ومناطق أخرى، أفيد أن سلطات الأمن أوقفت 5 أشخاص بتهمة الانتماء إلى الخلية وأمرت نيابة أمن الدولة بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وعُلم أن من بين المتهمين ضابطاً في الجيش يدعى رامي أحمد محمد الملاح. وقال محامي الجماعة الإسلامية، الذي يدافع عن الضابط الموقوف إبراهيم علي ل «الحياة» إن موكله (29 سنة) ضابط مهندس متخصص في الرادارات، خدم في الجيش المصري وقدّم استقالته وهو برتبة نقيب منذ شهر فقط بعدما قرر إطلاق لحيته، وقُبلت هذه الاستقالة منذ أسبوع واحد. وأوضح أن سلطات التحقيق تتهمه ب «قيادة خلية مدينة نصر» التي قُتل أحد أعضائها وهو ليبي الجنسية يُعرف باسم «حازم». وأضاف علي أن الملاح قُبض عليه في ميدان «طلعت حرب» القريب من ميدان التحرير الخميس الماضي، بعد مداهمة بناية مدينة نصر بيوم واحد، لافتاً إلى أنه تم توقيفه أثناء استخراجه تأشيرة سفر سياحية إلى تركيا من إحدى شركات السياحة في منطقة وسط القاهرة. وأوضح أن تحريات الأمن الوطني تشير إلى أنه كان ينوي السفر إلى تركيا للتسلل منها إلى سورية، كما ورد في التحقيقات. والملاح متزوج ولديه ولدان، وهو من مدينة دمياطالجديدة، وبحسب محاميه لم يُعرف انتماؤه في السابق لأي من الجماعات الجهادية، لكنه شرع في إطلاق لحيته قبل فترة، وهو أمر ينافي القواعد المعمول بها في الجيش المصري، ما دفعه إلى تقديم استقالته. وكانت سلطات الأمن دهمت بناية في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) ووكراً آخر لخلية إرهابية في التجمع الخامس، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم بعدما قتلت رجلاً أفيد لاحقاً أنه ليبي الجنسية. وتردد أن الموقوفين من هذه الخلية على صلة بتنظيم «القاعدة» وأن بعضهم فر من ليبيا بعدما اشتركوا في تنفيذ الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واكتشفت السلطات الأمنية مخزناً للأسلحة في بناية مدينة نصر ضم ذخائر من أنواع عدة. وتفرض سلطات التحقيق السرية على تحقيقاتها في هذه القضية. وأفيد أمس أيضاً أن سلطات الأمن عثرت على كميات من الأسلحة والمتفجرات في منزل عائلة تركية على الطريق الساحلية قرب الإسكندرية. وفُهم أن هذه الأسلحة كانت مخزنة هناك من دون معرفة العائلة.