أكدت مصادر أمنية مصرية أن تعاوناً استخباراتياً بين مصر وليبيا والولاياتالمتحدة قاد إلى كشف «خلية إرهابية» على صلة بتنظيم «القاعدة» ومتورطة في الهجوم الذي نفّذه مسلحون على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي وقُتل فيه السفير كريس ستيفنز. وتزامن كشف «الخلية الإرهابية» في مصر، والتي قُتل أحد أفراها الليبي الجنسية، مع تأكيد تونس اعتقالها شاباً ذكرت معلومات أميركية إنه متورط في هجوم بنغازي. وأوضحت المصادر المصرية أن استجواب السلطات الليبية والأميركية لعدد من المشتبه بهم في الهجوم على مقر القنصلية قاد إلى معلومات عن فرار ليبيين إثنين ومصري من المتورطين في الهجوم إلى مصر عبر الحدود. لكنها لم توضح ما إذا كان الشخص الذي قُتل في هجوم شنته قوات الأمن أول من أمس على بناية في ضاحية مدينة نصر هو احد هؤلاء، وإن كانت أكدت أن القتيل ليبي الجنسية. وأوضحت أن معلومات وردت عن تردد سيارات رباعية الدفع على هذه البناية وتحميلها بصناديق تشبه صناديق الأسلحة والذخيرة، فضلاً عن تحريات أمنية أخرى أجراها جهاز الأمن الوطني قادت إلى تحديد مكان الخلية، لافتة إلى أن قوات الشرطة دهمت في توقيت متزامن وكراً آخر للخلية في ضاحية التجمع الخامس وتمكنت من ضبط أربعة أشخاص يشتبه في صلتهم بتنظيم «القاعدة» واعتزامهم الاتصال بقيادة التنظيم لتشكيل فرع له في مصر. وأكدت أن المضبوطين من جنسيات مختلفة، وليسوا جميعاً مصريين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمني مصري ان الليبي القتيل في مدينة نصر يدعى كريم أحمد عصام العزيزي، وانه قُتل بانفجار قنبلة حاول تفجيرها لدى دهم قوات الأمن لشقته. وقال المسؤول إن العزيزي كان يعيش في شقة مستأجرة في مدينة نصر طوال الشهور الثلاثة الماضية. وكان وزير الداخلية المصري اللواء أحمد جمال الدين موسى كشف ضبط 4 مطلوبين في مداهمة بناية مدينة نصر، لكن المصادر أوضحت أن هناك موقوفين آخرين على صلة بالخلية في وكر بالتجمع الخامس. وعُثر داخل بناية مدينة نصر في شقة بالطابق الأرضي، وهي عبارة عن صالة ألعاب رياضية، على قنابل وأسلحة رشاشة وكميات كبيرة من الذخيرة. من جانبها، قالت مصادر إسلامية إن هناك تكتماً شديداً على هذه القضية وهوية الموقوفين فيها. وعزت ذلك التكتم إلى وجود تعاون بين مصر وأجهزة استخبارات دولية تلاحق المتورطين في هجوم بنغازي. من جهة أخرى، عُلم أن القوات المسلحة والشرطة وضعتا خطة لتأمين سيناء أثناء احتفالات عيد الأضحى، خشية حدوث عمليات إرهابية. وتتضمن الخطة القيام بطلعات جوية استكشافية تهدف لتمشيط المناطق الحدودية ومراقبة ورصد أي تحركات للعناصر المتشدة الناشطة في شبه الجزيرة. وفي تونس (أ ف ب، رويترز)، أعلن محام تونسي ان محكمة تونسية وجهت تهمة «الانتماء الى تنظيم ارهابي بالخارج» الى شاب سلمته تركيا إلى تونس أخيراً، وتقول وسائل إعلام أميركية إن له علاقة بهجوم بنغازي. وقال المحامي انور اولاد علي لوكالة «فرانس برس» إن تركيا رحّلت المتهم (26 عاماً) الى تونس في 11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وان قاضي التحقيق وجه اليه الثلثاء الماضي تهمة «الانتماء إلى مجموعة ارهابية خارج تونس». وذكرت وسائل اعلام اميركية أن للشاب الذي يدعى علي حمزي علاقة بهجوم بنغازي. واكد الناطقان باسم وزارتي العدل والداخلية ان تونس تسلمت المتهم من تركيا واودعته السجن، لكنهما رفضا الادلاء بأي تفاصيل حول ملف القضية. وفي واشنطن، أكدت مصادر في الحكومة الأميركية أن الولاياتالمتحدة تحقق مع متشدد اسلامي مشتبه به قيد الاحتجاز في تونس بشأن هجوم بنغازي. وقالت إن المحققين الأميركيين يعتقدون بإن هذا الموقوف «له علاقة ما (بالعنف في بنغازي) بلا شك».